إجابة سؤال: ابن المقفع من أشهر وأبرز من احتكم إلى السجع وبعض فنون البديع في العصر العباسي صواب خطأ
- الجواب: خطأ. ابن المقفع لم يكن من كتّاب العصر العباسي، ولم يُعرف باحتكامه إلى السجع وفنون البديع كما عُرف بها كُتاب آخرون لاحقًا.
شرح الإجابة:
ابن المقفع عاش في العصر الأموي وامتد أثره إلى أوائل العصر العباسي، لكنه لم يكن من رواد البديع أو ممن عرفوا بالسجع بشكل مركزي. كان تركيزه على الترجمة من الفارسية إلى العربية، خاصة في الأدب والحكمة، مثل كتاب “كليلة ودمنة”، الذي استخدم فيه لغة سلسة ومباشرة تناسب نقل المعاني الفلسفية، دون تعمق كبير في المحسنات اللفظية كالسجع.
وعلى عكس الكتّاب العباسيين الذين جاءوا بعده، مثل الجاحظ، لم يكن ابن المقفع يحرص على تزيين عباراته بالمحسنات البديعية، بل كان يُعلي من شأن المعنى والوضوح، ويركّز على إيصال الفكرة بأبسط أسلوب، خاصة أن كتبه كانت موجهة لتعليم الحكمة والسلوك، وليس لإبراز جماليات اللغة أو التباهي بها.
كذلك، السجع بوصفه أسلوبًا فنيًّا شاع استخدامه في الرسائل والخطب في العصر العباسي تحديدًا، وكان يُستخدم لأغراض البلاغة والإقناع، وهو ما لم يكن ظاهرًا بشكل جوهري في أسلوب ابن المقفع. هذا يؤكد أن الربط بينه وبين فنون البديع فيه خلط زمني وأدبي.
إقرأ أيضا:يمكننا أن نؤدي أعمالنا بفاعلية دون الحاجة إلى التواصل. صواب خطأأيضا، من المهم أن نُلاحظ أن الدراسات النقدية لم تدرج ابن المقفع ضمن المبدعين في السجع أو البديع، بل جعلت له مقامًا آخر: الترجمة والتأليف الأخلاقي، ولذلك يُعد الخطأ في القول إنه من أشهر من احتكم إلى السجع في العصر العباسي، لأن ذلك يضعه في سياق لا يناسب فترته الزمنية ولا أسلوبه الأدبي.
إقرأ أيضا:بعد تجفيف البطانة يتم تسويتها (حرقها) في أفران خاصة صواب خطأوأخيرًا، فهم هذه النقطة لا يتطلب معرفة معقدة؛ الطالب الصغير يمكنه أن يتخيل أن لكل كاتب أسلوب وزمن خاص به، وابن المقفع كان حريصًا على تعليم الناس الحكمة بقصص الحيوانات لا تزيين الكلام، لذا لا يمكن أن يُقال إنه من أبرع من استخدم السجع في عصر غير عصره.