إجابة سؤال: القياس يتم فيه الانتقال من قضيتين إلى قضية جديدة تمثل نتيجة لازمة عن هاتين القضيتين صواب خطأ
- الجواب: صواب، القياس هو طريقة عقلية تنتج استنتاجا لازما من قضيتين مرتبطتين، بحيث تؤديان حتما إلى نتيجة جديدة تكون صحيحة إذا كانت المقدمتان صحيحتين ومنظومتان بطريقة منطقية.
شرح الإجابة:
القياس من الأدوات الأساسية في الاستدلال المنطقي، ويُستخدم في تحليل العلاقات بين المفاهيم المجردة بهدف الوصول إلى نتيجة لا تأتي من فراغ، بل من ترابط محكم بين قضيتين تسميان المقدمة الكبرى والمقدمة الصغرى. تنتج عنهما قضية ثالثة تُعرف باسم النتيجة، وهي ليست مجرد جمع ميكانيكي بل بناء فكري يعتمد على الاتساق الداخلي بين الأفكار.
لفهم ذلك بعمق، نبدأ من المثال البسيط: “كل إنسان فانٍ، وسقراط إنسان، إذن سقراط فانٍ”. هذه الجملة ليست مجرد تكرار، بل هي تطبيق دقيق لمبدأ القياس حيث تنتقل الذهن من قضية عامة شاملة إلى قضية جزئية خاصة بطريقة تضمن اليقين المنطقي. المقدمة الكبرى قدمت علاقة شاملة بين “الإنسان” و”الفناء”، بينما المقدمة الصغرى أثبتت انتماء “سقراط” لفئة الإنسان، فكانت النتيجة ضرورة أن يكون “سقراط” فانيا.
ما يجعل هذا الانتقال ممكنا هو الحد الأوسط، وهو المفهوم الذي يتكرر في القضيتين ويعمل كحلقة وصل. في المثال السابق، “الإنسان” هو الحد الأوسط الذي ربط “سقراط” بـ”الفناء”. هذا الترابط هو أساس البرهان العقلي، ويُستخدم بكثرة في الرياضيات، العلوم الطبيعية، والخطابة الفلسفية، كما يدخل ضمن مناهج المنطق الأرسطي والتحليل الصوري في الفلسفة الإسلامية.
إقرأ أيضا:صورة لجزء من سطح الأرض يتم التقاطها بواسطة الطائرات أو المناطيد المزودة بآلاتيُشترط في القياس أن يكون منضبطا بقواعد صارمة كي لا ينزلق إلى المغالطات المنطقية. من بين هذه الشروط أن لا يحتوي على أكثر من ثلاث حدود، وأن يكون الحد الأوسط موزعا مرة واحدة على الأقل، وأن تكون القضايا متجانسة من حيث الكم والكيف، وإلا خرج الاستنتاج عن طبيعته الحتمية.
أهمية القياس لا تقتصر على البرهان، بل تمتد إلى تطوير الذكاء التحليلي والبحث النقدي، إذ يدرب العقل على ربط المقدمات وربط المفاهيم بطريقة تؤدي إلى نتائج منطقية ومتماسكة. ولهذا يُعد عنصرا محوريا في المنهج الاستنباطي الذي يبدأ من الكلي لينزل إلى الجزئي، بعكس الاستقراء الذي يتصاعد من الجزئيات نحو الكليات.
إقرأ أيضا:الغلاف الجوي يزود الأرض بجميع الغازات اللازمة للحياة صواب خطأبهذا يصبح القياس أداة معرفية تجمع بين الدقة الرياضية والعمق الفلسفي، ويغدو ضروريا لكل من يسعى إلى بناء فكر منتظم غير اعتباطي، قائم على التحقق العقلي لا على مجرد الظن أو العادة.