إجابة سؤال: من أمثلة ما حُرم وقاية تحريم بيع المخدرات، لما تجره من شر كبير على العقل وضرر جسيم على البدن
- الجواب: صواب
شرح الإجابة :
إن تحريم بيع المخدرات ليس مجرد منع لأمر ضار فحسب، بل هو تطبيق لمبدأ عظيم في التشريع الإسلامي يعرف بـ التحريم الوقائي. هذا المبدأ يهدف إلى سد الذرائع الموصلة إلى الفساد والضرر قبل وقوعها، وهو من صميم مقاصد الشريعة التي جاءت لحفظ الضروريات الخمس، ومن أهمها حفظ العقل وحفظ البدن. بيع المخدرات يمثل خطرا مباشرا وتهديدا وجوديا لهذين الركنين الأساسيين في بناء الإنسان والمجتمع.
تُعد المخدرات سببا رئيسيا في فساد العقل، فهي تغيب الوعي وتضعف الإدراك وتفقد الإنسان قدرته على التفكير السليم واتخاذ القرارات الرشيدة، مما يجعله فريسة سهلة للانحراف والجريمة.
ليس هذا وحسب، فالضرر يمتد ليشمل إتلاف البدن بشكل تدريجي وممنهج، حيث تسبب المخدرات أمراضا خطيرة ومستعصية تصيب مختلف أجهزة الجسم الحيوية وتؤدي إلى ضعف عام وهزال وربما الموت المبكر. هذا الضرر الجسيم الذي تلحقه بالفرد يتطلب تدخلا تشريعيا حازما للوقاية منه.
علاوة على الأضرار الفردية، فإن تجارة المخدرات وتعاطيها تدمر كيان الأسرة وتفكك الروابط الاجتماعية، وتزيد من معدلات الجريمة والعنف في المجتمع. انتشارها يؤدي إلى خسائر اقتصادية فادحة تتكبدها الدولة والأفراد على حد سواء، سواء في تكاليف العلاج أو في فقدان القوى العاملة المنتجة.
إقرأ أيضا:من الجمهوريات المستقلة التي انضمت فيما بعد إلى الاتحاد هي فيرموت فرجينا واشنطن دالاس؟لذلك، كان لزاما على المجتمع السعودي، كغيره من المجتمعات التي تسعى لحماية أمنها واستقرارها، أن يتخذ موقفا صارما وحاسما تجاه كل ما يتعلق بالمخدرات، بدءا من زراعتها وتصنيعها وصولا إلى بيعها وترويجها وتعاطيها.
إقرأ أيضا:أنواع الصخور الرسوبيةوهكذا يتضح أن تحريم بيع المخدرات هو إجراء أساسي ضمن منظومة متكاملة للحد من انتشار هذه الآفة المدمرة. إنه يمثل خط الدفاع الأول الذي يمنع وصول السم إلى الأفراد، وبالتالي يحمي المصلحة العامة ويساهم في بناء جيل واع وسليم معافى قادر على الإسهام بفعالية في تنمية وطنه. فالوقاية هنا ليست مجرد خيار، بل هي ضرورة تمليها قيم الدين ومتطلبات الحفاظ على النسيج المجتمعي قويا متماسكا.