حوار بين شخصين عن دعوة سيدنا محمد لعمارة الارض؟

حوار بين شخصين عن دعوة سيدنا محمد لعمارة الأرض

في يوم من الأيام، كان أحد الشبان يمشي في الطريق متأملاً في بناء المنازل والمزارع حوله، فتساءل كيف أصبحت الأرض عامرة بكل هذا الخير. قرر أن يسأل جارهم العالم الحكيم عن السبب الحقيقي لخلق الإنسان، وعن الهدف من عمارة الأرض.

قال الشاب: “يا عم، هل تعرف ما الغاية من خلق الإنسان؟”

رد العالم قائلاً: “بالتأكيد يا بني، الغاية من خلق الإنسان هي عبادة الله وحده وعمارة الأرض. هذا واضح في قوله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}، وأيضاً في قوله تعالى: {وهو أنشاكم من الأرض واستعمركم فيها}. فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان يدعو إلى العلم والقضاء على الجهل، وهذا جزء أساسي من عمارة الأرض.”

سأل الشاب: “وكيف نعرف أن دعوة الرسول كانت للعلم ولمحو الجهل؟”

أجاب العالم: “الرسول الكريم قال: ‘طلب العلم فريضة على كل مسلم’، وهذه إشارة واضحة لأهمية العلم في دعوتنا. كما قال الله تعالى: {وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم}، وأيضاً {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير}، فهذه الآيات تؤكد أن الهدف هو هداية الناس نحو المعرفة والفضيلة.”

تابع الشاب بدهشة: “لكن الرسول تعب كثيرًا ليبلغنا الرسالة، كيف أثر نفعه على البشرية؟”

ابتسم العالم وأجاب: “الله سبحانه وتعالى أرسل نبيه برسالة الإسلام التي ختمت الشرائع، وقرآنها يحتوي على الخير والنجاة للبشرية كلها. فاتباع هذه الشريعة يجلب نفعًا عظيمًا للناس في كل زمان ومكان.”

قال الشاب بامتنان: “شكراً لك يا شيخنا، لقد أضأت لي الطريق وفهمت أن دعوة الرسول ليست مجرد كلام، بل هي منهج للحياة يهدف إلى بناء الإنسان والأرض على حد سواء.”

في هذا الحوار، يتضح أن دعوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كانت شاملة تهدف إلى خدمة الإنسان عبر العلم وعمارة الأرض، مما يعكس حكمة الإسلام في إقامة مجتمع متكامل قائم على القيم والمعرفة.