مناهج المملكة العربية السعودية

من يرث الرجل المتزوج الذي ليس له أبناء

السؤال: من يرث الرجل المتزوج الذي ليس له أبناء؟

  • الإجابة: ترثه الزوجة أولاً، ويذهب الباقي من التركة إلى أقرب عصباته من الذكور، وهم الإخوة، فإن لم يوجدوا، فأبناؤهم الذكور.

  • شرح الإجابة:

    إن مسألة توزيع التركة في الإسلام ليست عملية عشوائية، بل هي نظام دقيق محكم يستند إلى قواعد راسخة في التشريع. في الحالة التي بين أيدينا، حيث يتوفى رجل متزوج وليس له الفروع الوارثة (أي الأبناء أو البنات)، فإن أول من يتقدم لاستحقاق نصيبه هي الزوجة؛ وذلك لأنها من أصحاب الفروض، وهم الورثة الذين حدد لهم الشرع نصيباً مقدراً لا يتغير إلا بوجود أو غياب ورثة آخرين. وبما أنه لا يوجد للمتوفى أي أولاد، فإن نصيب الزوجة هنا هو الربع فرضاً.

    بعد أن تأخذ الزوجة نصيبها المحدد، ننتقل إلى المبدأ الثاني الذي يحكم توزيع ما تبقى من الميراث، وهو قاعدة العصبة. والعصبات هم الأقارب الذكور من جهة الأب الذين يرثون ما يبقى بعد أصحاب الفروض. ويستند هذا الأمر إلى التوجيه النبوي الشريف: “أَلحِقوا الفرائِض بأهلها، فما بَقِيَ فهو لأولَى رجلٍ ذكر”. ومن هذا المنطلق، فإن الميراث لا يتوقف عند الزوجة، بل ينتقل البحث إلى أقرب الأقرباء الذكور للمتوفى لاستكمال عملية التوزيع.

    وهنا يتجلى نظام الأولويات الدقيق في تحديد الأحق بالباقي من الإرث. فللعصبات مراتب محددة، تبدأ بالأبناء ثم الآباء، ولأن كليهما غير موجود في هذه المسألة، تنتقل الأولوية مباشرة إلى المرتبة التالية وهي الحواشي، وعلى رأسهم الإخوة الأشقاء (من نفس الأب والأم)، ثم الإخوة لأب. هؤلاء هم “أولى رجل ذكر” بعد الأصول والفروع، فيكونون هم المستحقين لباقي التركة بعد نصيب الزوجة، ويقسم بينهم بالتساوي.

    إقرأ أيضا:لمجلس التعاون الخليجي إنجازات متعددة ومتنوعه من أهمها الإنجازات الإقتصادية . صواب خطأ

    فإذا كانت الصورة أكثر تعقيداً، كأن يكون المتوفى ليس له إخوة على قيد الحياة، فإن النظام الميراثي لا يتوقف. بل يواصل البحث في ذات المرتبة عن الدرجة التي تليها مباشرة، وهم أبناء الإخوة الذكور. فابن الأخ الشقيق يحل محل أبيه في استحقاق الإرث بالعصوبة، ومن ثم يليه ابن الأخ لأب في المرتبة. وبهذا تنتقل العصوبة من الإخوة إلى أبنائهم، تطبيقاً لقاعدة الأقرب فالأقرب.

    خلاصة القول، إن الإجابة تتكشف عبر سلسلة منطقية مترابطة؛ فالزوجة تأخذ ربع التركة لعدم وجود الفرع الوارث، وما يتبقى ينتقل إلى العصبات بالنفس حسب ترتيب الأولوية. فإن وُجد الإخوة فهم الأحق بالباقي، وإن لم يوجدوا، انتقل الحق إلى أبنائهم الذكور. أما بنات الإخوة فلا يرثن في هذه الحالة لأنهن لسن من أصحاب الفروض ولا من العصبات، مما يؤكد على دقة هذا النظام في تحديد المستحقين للإرث بكل وضوح.

    إقرأ أيضا:عند اتخاذ القرار يجب ان نتمهل ونفهم الموضوع بشكل أكبر
    السابق
    المستقيمان أ و ب في الشكل أدناه متوازيان أوجد قيمة س
    التالي
    حل لغز ساكن قبر طعامه فوق رأسه إن أكل من هذا الطعام يقوم ويمشي يتكلم وهو صامت ويعود لذلك القبر فما هو

    اترك تعليقاً