السؤال: ما هي السورة التي عُرفت باسم سورة العبادة في لعبة فطحل؟
- الإجابة: سورة الكافرون.
شرح الإجابة:
إن تسمية سورة الكافرون بـ “سورة العبادة” ليس اسماً توقيفياً ورد في الأثر، بل هو لقبٌ وُصِفَت به السورة استحساناً نظراً لجوهر رسالتها ومحورها الأساسي الذي لا يدور إلا حول قضية واحدة، وهي إفراد الله بالعبادة. فالنظر المتعمق في آياتها القصيرة يكشف عن تركيز فريد ومباشر على مفهوم توحيد العبادة، وتأسيس خط فاصل لا يقبل المساومة بين الإيمان والشرك.
ومن هذا المنطلق، نجد أن السورة الكريمة جاءت لترسيخ مبدأ البراءة من الشرك وأهله، فهي لا تتحدث عن قصة أو حكم تشريعي، بل هي إعلانٌ واضح وصريح للفصل التام في طبيعة المعبود. إن تكرار صيغ الفعل “أعبد” و”تعبدون” لم يكن حشواً لغوياً، بل هو تأكيد بلاغي حاسم على استحالة التقاء طريقين؛ طريق من يعبد الله وحده، وطريق من يعبد غيره. ولهذا السبب، فإنها بمثابة دستور في كيفية التعامل مع المعتقدات الأخرى، حيث تؤسس لهوية المسلم العَقَدية.
ويتجلى هذا المبدأ بوضوح أكبر عند استحضار أسباب النزول لهذه السورة، حيث إنها نزلت في مكة كردٍ قاطع على اقتراح من زعماء قريش، الذين حاولوا الوصول إلى حل وسط مع النبي ﷺ، بأن يعبد آلهتهم سنة ويعبدون إلهه سنة. فأتت هذه السورة المكية لتكون جواباً إلهياً حاسماً يقطع كل أمل في أي شكل من أشكال المهادنة أو الخلط في أصل العقيدة الإسلامية، وهو توحيد الألوهية.
إقرأ أيضا:حروف أي حروف كلمة MATHEMATICS يكرر نفسه بزاوية دوران قياسها 180وعلى هذا الأساس، فإن الخاتمة التي جاءت في قوله تعالى: “لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ”، ليست مجرد نهاية للسورة، بل هي القاعدة النهائية التي تُلخّص كل ما سبقها. إنها ترسيمٌ نهائي للحدود، وإقرارٌ بالانفصال التام في الدين والمعبود، مما يجعلها بحق “سورة العبادة” لأنها كرّست آياتها القليلة لتوضيح حقيقة عبادة الله وحده كقضية مركزية لا تقبل القسمة أو المشاركة.
إقرأ أيضا:عند كتابة الأفكار على الورق أصحح الأخطاء. صواب خطأ