السؤال: ما هو اسم الجوافة في تونس باللهجة التونسية؟
- الإجابة: تُعرف فاكهة الجوافة في تونس باللهجة المحلية باسم “خوخ رمان”.
شرح الإجابة:
إن تسمية فاكهة الجوافة بـ “خوخ رمان” في السياق التونسي ليست اعتباطية، بل هي توصيف دقيق يعكس رؤية ثقافية محلية لهذه الثمرة. هذا الاسم هو في حقيقته تسمية مركبة من كلمتين، “خوخ” و”رمان”، ويبدو أن هذا الدمج اللغوي الفريد نابع من محاولة وصف شكل الفاكهة ومحتواها الداخلي بكلمات مألوفة من البيئة المحلية. فمن جهة، قد يُشير مقطع “خوخ” إلى ملمس قشرتها الناعم أو شكلها الخارجي الذي قد يذكّر ببعض أنواع الخوخ. ومن جهة أخرى، يأتي مقطع “رمان” ليرسم صورة دقيقة لقلب الجوافة المليء بالبذور الصغيرة المتعددة، في محاكاة بصرية واضحة لبنية حبات الرمان الداخلية.
وهذا الأمر يقودنا إلى ظاهرة لغوية أوسع تتعلق بتطور اللهجات العربية، حيث إن أسماء النباتات والثمار غالبًا ما تتشكل بناءً على الوصف الحسي والتجربة المباشرة للسكان المحليين، بدلاً من الاعتماد على التسميات العلمية أو العالمية. فاللهجة هي مرآة للبيئة، وابتكار مصطلح مثل “خوخ رمان” هو دليل حي على قدرة اللغة على التكيّف والإبداع لوصف كل ما هو جديد أو مستورد. فبدلاً من استعارة الاسم الأجنبي “Guava” أو الاسم العربي الفصيح “جوافة”، قامت اللهجة التونسية بتوليد مصطلح خاص بها ينبع من صميم مفرداتها وقاموسها التصويري.
إقرأ أيضا:الشعر الذي عالج قضايا وضع المرأة، والفقر، والجهل، هووبالمقارنة مع مناطق عربية أخرى، يتجلى تفرد التسمية التونسية بوضوح. ففي معظم دول المشرق العربي ومصر، يُستخدم مصطلح “جوافة” بشكل شائع، وهو الاسم المتعارف عليه على نطاق واسع. هذا التباين لا يُظهر اختلافًا في اللهجات فحسب، بل يكشف عن ثراء وتعددية اللغة العربية وقدرتها على إنتاج مفردات متمايزة جغرافيًا. بالتالي، فإن مصطلح “خوخ رمان” ليس مجرد اسم، بل هو بصمة ثقافية ولغوية تميز تونس، وتحكي فصلاً من فصول تفاعل الإنسان مع محيطه الطبيعي.
إقرأ أيضا:تطورت الطباعة عند الصينيين من نقوش بسيطة إلى تصميمات تتسم بالحداثة