السؤال: ليش سميت مصر أم الدنيا ؟ مصر أم الدنيا حقيقة أم خيال ؟
- الإجابة: ترجع الروايات التاريخية والدينية هذا اللقب العريق إلى السيدة هاجر المصرية، زوجة نبي الله إبراهيم وأم نبي الله إسماعيل عليهما السلام، فكانت مصر بذلك أماً لأبي العرب.
شرح الإجابة:
إن هذه التسمية ليست مجرد تعبير عابر أو لقب شعري، بل هي متجذرة في عمق التاريخ والوجدان. المنطلق الأساسي، كما تشير الروايات الموثوقة، يعود إلى السيدة هاجر. فعندما ارتبط بها نبي الله إبراهيم، كانت هي المنحدرة من أرض مصر، ومنها انطلقت رحلة تاريخية كبرى نحو الجزيرة العربية، حيث وُلد سيدنا إسماعيل الذي يُعد أباً للعرب المستعربة. من هذا المنظور، فإن مصر لم تكن مجرد أرض، بل كانت “الأم” التي أنجبت أصلاً من أصول الأمة العربية، فكان تكريمها بهذا اللقب اعترافاً بدورها التأسيسي في تاريخ المنطقة.
ولا يتوقف الأمر عند هذا البعد الروحي والتاريخي فحسب، بل يمتد ليشمل عطاء مصر الحضاري الفريد الذي جعلها بمثابة الأم الحاضنة للحضارات. فمن على ضفاف نهر النيل، انبثقت واحدة من أقدم وأعظم الحضارات الإنسانية، حيث علّمت العالم فنون الزراعة، وأسس الهندسة المعمارية الشاهقة، وأبجديات الكتابة، ومبادئ الطب والإدارة الحكومية. لقد كانت مصر بمثابة جامعة عالمية مفتوحة، تنهل منها الشعوب المجاورة علماً ومعرفة، وتقتبس من أنظمتها وقوانينها، فاستحقت بذلك دور “الأم” التي ترعى وتُعلم وتُغذي العالم من فيض إبداعها.
إقرأ أيضا:حل لغز اذا فقد شخص احدى عينيه فكم يفقد من اجمالي قوة بصره من 5 حروف كلمة السروعلى إثر ذلك، تبلورت مكانة مصر كقلب نابض للعالم القديم والحديث، فهي ليست مجرد رقعة جغرافية، بل هي ملتقى قارتي آسيا وأفريقيا، ومركز إشعاع ثقافي وفكري متجدد عبر العصور. فكما كانت منارة للعلم في عصر الفراعنة، استمرت في أداء دورها كحاضنة للفكر والفن والأدب في مختلف الحقب التاريخية، فأصبحت بذلك الأم التي يلجأ إليها أبناؤها في المنطقة طلباً للمعرفة والإلهام. إذن، لقب “أم الدنيا” ليس خيالاً، بل هو حقيقة مركبة تتشابك فيها الأبعاد الدينية مع الإنجازات الحضارية والموقع الجغرافي الاستراتيجي، لتصنع هوية فريدة لدولة كانت وما زالت أماً في عطائها وتأثيرها.
إقرأ أيضا:دخان المصانع: السبب الرئيسي لتلوث البيئة وتأثيراته المدمرة