السؤال: ما هي لغة نيجيريا الرسمية فطحل؟
- الإجابة: الإنجليزية.
شرح الإجابة:
قد تبدو الإجابة مفاجئة للوهلة الأولى، فكيف لدولة أفريقية غنية بتراثها وثقافاتها المتعددة أن تتخذ من الإنجليزية لغة رسمية لها؟ إن القصة أعمق من مجرد كلمة واحدة، وتعود جذورها إلى حقبة تاريخية محددة تركت بصمات لا تُمحى على هوية هذا البلد. لقد كانت نيجيريا تحت الإدارة البريطانية لفترة طويلة، وخلال تلك السنوات، فُرضت اللغة الإنجليزية كلغة للحكم والإدارة والتعليم الرسمي، فأصبحت بذلك لغة النخبة المتعلمة والوسيلة الأساسية للتعامل مع المؤسسات الحكومية.
بيد أن الأمر لا يقتصر على الإرث الاستعماري فحسب، بل يتجاوزه إلى ضرورة عملية فرضتها الطبيعة الديموغرافية الفريدة لنيجيريا. فهذه الدولة الشاسعة لا تضم لغة أو لغتين، بل تحتضن فسيفساء لغوية مذهلة تتجاوز 500 لغة محلية مختلفة. هذا التنوع الهائل، على الرغم من كونه مصدر ثراء ثقافي، إلا أنه كان سيشكل تحدياً كبيراً لوحدة الدولة لو تم اختيار إحدى اللغات المحلية كلغة رسمية على حساب مئات اللغات الأخرى. لذلك، كان الإبقاء على الإنجليزية بعد الاستقلال حلاً عملياً ومحايداً يمنع هيمنة مجموعة عرقية على أخرى ويضمن استقرار التواصل في الشؤون الرسمية.
وبطبيعة الحال، لا يعني هذا تهميش الألسن المحلية، فهناك ثلاث لغات رئيسية تتمتع بانتشار واسع ومكانة بارزة على المستوى الوطني وهي: لغة الهوسا في الشمال، واليوروبا في الغرب، والإيغبو في الشرق. تُستخدم هذه اللغات على نطاق واسع في الإعلام المحلي والتجارة والتواصل اليومي داخل مناطقها، ولكن تظل الإنجليزية هي القاسم المشترك في المحافل الاتحادية والتعليم العالي والقضاء.
والنتيجة الحتمية لذلك أن اللغة الإنجليزية اليوم هي العمود الفقري للتواصل الرسمي في البلاد، وهي لغة التدريس في المدارس والجامعات، واللغة المستخدمة في صياغة القوانين وإدارة الأعمال التجارية الكبرى. ومن المثير للاهتمام أن الصورة اللغوية لا تكتمل دون الإشارة إلى “البيدجن” النيجيرية (Nigerian Pidgin)، وهي لغة هجينة مشتقة من الإنجليزية وممزوجة بمفردات وقواعد من اللغات المحلية، وتُعد لغة التواصل الشعبي الأوسع انتشاراً في الحياة اليومية، فهي الجسر الذي يربط بين جميع النيجيريين على اختلاف ألسنتهم في الأسواق والشوارع.