السؤال: ما هو التحليل النحوي لجملة “حضر الضيوف إلا واحداً”؟
- الإجابة:
حضر: فعل ماضٍ مبني على الفتح.
الضيوف: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
إلا: أداة استثناء.
واحداً: مستثنى منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
شرح الإجابة:
لفهم البنية النحوية لهذه الجملة، علينا أن ننظر إليها كقصة قصيرة متكاملة. في البداية، لدينا جملة فعلية مكتملة الأركان وواضحة المعنى هي “حضر الضيوفُ”. هنا، الفعل “حضر” يصف حدثاً وقع في الزمن الماضي، والفاعل “الضيوف” يحدد من قام بهذا الحدث، وهو مرفوع بالضمة لأنه عماد الجملة الذي قام بالفعل. هذه الجملة بحد ذاتها تسمى في علم النحو “كلاماً تاماً مثبتاً”، أي أن المعنى مكتمل (تام)، وغير منفي (مثبت)، فلم نستخدم أدوات نفي مثل “لم” أو “ما”.
من ثم، يأتي دور الأداة المحورية “إلا”، وهي ليست مجرد حرف عابر، بل هي أداة دقيقة وظيفتها إخراج عنصر من الحكم العام الذي سبقها. فالحكم العام هو “حضور جميع الضيوف”، و”إلا” تعمل كفاصل لتستثني جزءاً من هذا الجمع. هذا الانتقال من العام إلى الخاص هو جوهر أسلوب الاستثناء، حيث تفصل الأداة ما بعدها عما قبلها في المعنى بشكل قاطع.
وبناءً على ذلك، نصل إلى الكلمة الأخيرة “واحداً”. بما أن الكلام قبل “إلا” كان تاماً ومثبتاً، فإن القاعدة النحوية هنا صارمة ومباشرة: الاسم الذي يأتي بعد “إلا” يجب أن يكون منصوباً. هذا النصب ليس عشوائياً، بل هو علامة إعرابية تدل على أن هذا الاسم (واحداً) هو “المستثنى” الذي تم إخراجه من حكم الحضور. لذا، نعربه “مستثنى منصوب”، وعلامة نصبه هي الفتحة الظاهرة على آخره كما نرى في تنوين الفتح.
خلاصة التحليل، إن إعراب هذه الجملة يعتمد على تسلسل منطقي مترابط. نبدأ بفعل وفاعل شكّلا معنى كاملاً، ثم استخدمنا أداة دقيقة لفصل فرد واحد عن المجموعة، ونتيجة لهذا الفصل في سياق جملة مثبتة، اكتسب هذا الفرد حكماً نحوياً خاصاً به، وهو النصب وجوباً. هذا الترتيب الدقيق هو ما يمنح اللغة العربية عمقها وبلاغتها، حيث لكل حركة وكل علامة دور محدد في بناء المعنى الكلي.