السؤال: تم اختراع منطاد زبلين من قبل مهندسين من أي بلد؟
- الإجابة: ألمانيا.
شرح الإجابة:
إن جذور هذا الاختراع الذي غيّر وجه السماء في مطلع القرن العشرين تعود بشكل قاطع إلى ألمانيا، حيث لم يكن مجرد إنجاز هندسي عابر، بل تجسيدًا لرؤية رجل واحد، هو الكونت الألماني فرديناند فون زبلين. لقد كان ضابطًا عسكريًا متقاعدًا، ألهمته ملاحظاته للمناطيد خلال الحرب الأهلية الأمريكية ليحلم بمركبة جوية ضخمة وقابلة للتوجيه، وهو حلم كرّس له ما تبقى من حياته وثروته.
ومن هنا، تكمن النقطة الجوهرية التي ميزت منطاد زبلين عن غيره من البالونات التقليدية. فبدلًا من كيس قماشي مرن يملؤه الهواء الساخن، قام المهندسون الألمان تحت إشراف الكونت بتطوير سفينة هوائية ذات هيكل داخلي صلب مصنوع من المعدن الخفيف. هذا الهيكل المعدني كان يحتوي على عدة خلايا أو أكياس منفصلة مملوءة بغاز الهيدروجين الأخف من الهواء، مما منح المنطاد شكله السيجاري المميز وقدرته على حمل أوزان ثقيلة لمسافات طويلة، فضلاً عن إمكانية التحكم الدقيق في مساره عبر المحركات والموجهات.
وبالفعل، تحولت هذه الفكرة إلى واقع في عام 1900، عندما حلق أول نموذج ناجح فوق مياه بحيرة كونستانس الألمانية، معلنًا عن بداية عصر جديد في الطيران. وسرعان ما أصبحت هذه السفن الهوائية العملاقة رمزًا للبراعة التقنية الألمانية، حيث استخدمت في البداية للأغراض العسكرية خلال الحرب العالمية الأولى، ثم انتقلت لاحقًا لتهيمن على عالم السفر المدني الفاخر عبر المحيط الأطلسي، مقدمة تجربة فريدة لا تضاهى في ذلك الوقت.
إقرأ أيضا:تنبعث الألكترونات من مهبط خلية ضوئية عندما يكونغير أن هذا العصر الذهبي لمناطيد زبلين لم يدم طويلًا، فقد كانت كارثة هيندنبورغ الشهيرة عام 1937 بمثابة نهاية مأساوية لتلك الحقبة. ومع ذلك، يبقى الفضل الأول والأخير في ابتكار وتطوير هذه الأعجوبة الهندسية للمهندسين الألمان، الذين نجحوا في تحويل رؤية الكونت فرديناند فون زبلين إلى حقيقة ملموسة تركت بصمة لا تُمحى في تاريخ الطيران العالمي.
إقرأ أيضا:أمثال شعبية مكتوبة بلغة الرموز كل سطر يعبر عن مثل شعبي أو عربي أكتب رقم السطر والمثل الذي يعنيه