السؤال: يوم الالبه كان لقاء اي جيشين خلال الحرب العالمية الثانية؟
- الإجابة: الجيش الأمريكي والجيش السوفيتي.
شرح الإجابة:
إن “يوم الإلبه” ليس مجرد تاريخ عابر في سجلات الحرب العالمية الثانية، بل هو لحظة تاريخية فاصلة، ونقطة التقاء رمزية جسدت قرب نهاية الصراع الأكثر دموية في تاريخ البشرية. ففي الخامس والعشرين من أبريل عام 1945، وعند ضفاف نهر الإلبه في قلب ألمانيا، التقت طلائع القوات الأمريكية المتقدمة من الغرب مع طلائع الجيش الأحمر السوفيتي الزاحف من الشرق، في مشهد أنهى فعلياً وحدة الأراضي التي كانت تحت سيطرة ألمانيا النازية.
ومن هنا، تتضح الصورة الاستراتيجية الكبرى التي أدت إلى هذا الحدث. كانت قوات الحلفاء الغربيين، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تضغط بقوة على الجبهة الغربية منذ إنزال نورماندي، بينما كان الاتحاد السوفيتي يخوض معارك طاحنة ويدفع بالجيوش الألمانية للتراجع على امتداد الجبهة الشرقية الشاسعة. كان الأمر أشبه بكماشة هائلة تطبق ببطء ولكن بثبات على ما تبقى من قوة الرايخ الثالث، وكان نهر الإلبه هو النقطة التي قُدّر لهذه الكماشة أن تنغلق فيها.
وهنا، بالقرب من بلدة تورجاو الألمانية، تحققت اللحظة المنتظرة حين صافح جنود من الجيشين بعضهم البعض فوق جسر مدمر. لقد كان لقاءً بين عالمين مختلفين، جنود يتحدثون لغات متباينة وينتمون لأنظمة سياسية متضادة، لكنهم توحدوا في تلك اللحظة تحت راية هدف مشترك وهو القضاء على النازية. كانت الصور الفوتوغرافية التي التُقطت آنذاك بمثابة إعلان مرئي للعالم بأن نهاية الحرب في أوروبا باتت وشيكة، حيث قُسّمت ألمانيا عملياً إلى نصفين.
إقرأ أيضا:عندما تُصاب منطقة معينة بجفاف ماذا يحدث للحيواناتهذا الالتقاء العسكري لم يكن مجرد مناورة تكتيكية، بل كان له أبعاد سياسية ومعنوية هائلة. فبعد أيام قليلة من هذا الحدث، سقطت برلين في يد الجيش السوفيتي، وانتحر أدولف هتلر، لتستسلم ألمانيا بعدها بأسبوع تقريباً. لذا، يُنظر إلى “يوم الإلبه” باعتباره الرمز الأبرز لتعاون الحلفاء الذي حسم الحرب، وفي الوقت ذاته، كان آخر لقطة ودية حقيقية بين القوتين العظميين قبل أن تتباعد مساراتهما سريعاً لتبدأ حقبة جديدة من التوتر عُرفت لاحقاً باسم الحرب الباردة.
إقرأ أيضا:لقياس بعد الكواكب عن الشمس نستخدم وحدة السنه الضوئية. صواب خطأ