مناهج المملكة العربية السعودية

ثلاثة جالسين في مسجد الاول يصلي والثاني صائم والثالث متزوج دخل عليهم زائر

ثلاثة جالسين في مسجد الاول يصلي والثاني صائم والثالث متزوج دخل عليهم زائر

السؤال: ثلاثة جالسين في مسجد الأول يصلي والثاني صائم والثالث متزوج، دخل عليهم زائر فبطلت صلاة الأول وبطل صيام الثاني وطلق الثالث زوجته. فمن يكون الزائر؟

  • الإجابة: الزائر هو أخوهم الغائب الذي ظنوه ميتًا.
  • شرح الإجابة:

    في هذا اللغز، تتشابك الأبعاد الشرعية والاجتماعية والنفسية في مشهد واحد داخل المسجد، حيث يجلس ثلاثة رجال، كل منهم في حالة عبادة أو ارتباط شرعي، إلى أن يدخل عليهم شخص واحد فيغير مجرى الأمور جذريًا. لفهم هذا التحول، لا بد من تحليل كل حالة على حدة وربطها بالسياق القانوني والديني الذي يحكمها.

    أولًا، الرجل الذي كان يصلي لم يكن يؤدي صلاةً اعتيادية، بل كان يصلي صلاة الجنازة، وهي صلاة لا ركوع فيها ولا سجود، وتُقام على من يُعتقد أنه فارق الحياة. هذه الصلاة لا تُؤدى إلا عند التأكد من الوفاة، وغالبًا ما تكون تعبيرًا عن الوداع الأخير والدعاء للميت بالرحمة. وعندما دخل الزائر، وتبين أنه الشخص الذي كانت تُقام الصلاة لأجله، أصبحت الصلاة باطلة، لأن شرطها الأساسي وهو موت المصلى عليه لم يتحقق. وهنا يتضح أن المصلي كان أخا الزائر، يصلي له ظنًا أنه قد مات.

    ثانيًا، الرجل الصائم كان يؤدي عبادة الصيام، ولكن ليس صيامًا تطوعيًا أو فرضًا شخصيًا، بل كان صائمًا ككفارة أو نذر عن المتوفى، وهو نوع من الصيام يُؤدى نيابة عن شخص ميت، إما وفاءً لنذر لم يتم، أو كعمل صالح يُهدى له. وبما أن الزائر لم يكن ميتًا، فإن الصيام يفقد مشروعيته، وينقطع أثره، لأن النية التي بُني عليها لم تعد قائمة. هذا الانقطاع لا يعني فقط بطلان الصيام، بل يشير إلى خلل في أساس العبادة نفسها، لأنها ارتبطت بشخص حي لا تجوز له النيابة في هذا السياق.

    إقرأ أيضا:الزمن الدوري لموجة سرعتها 440m/s وطولها الموجي 0.2m

    أما الثالث، فكان متزوجًا من امرأة كانت زوجة الزائر قبل غيابه. في الفقه الإسلامي، إذا غاب الزوج لفترة طويلة وظُن أنه مات، يمكن للزوجة أن تطلب الطلاق أو يُحكم بوفاته بعد مدة معينة، فتُحلّ لغيره. وعندما يعود الزوج الحقيقي، تصبح العلاقة الزوجية الجديدة غير جائزة، لأن المرأة لا يجوز أن تكون في عصمة رجلين في آن واحد. لذلك، كان على الزوج الجديد أن يطلقها فورًا، لأن زواجه منها أصبح غير شرعي بعودة زوجها الأول. هذا الطلاق ليس خيارًا شخصيًا، بل ضرورة شرعية تفرضها قواعد النكاح والعدالة الزوجية.

    وبالانتقال من التحليل الفردي إلى النظرة الكلية، يمكن تلخيص الأحداث وفق تسلسل منطقي:

    1. المصلي قطع صلاته لأنها كانت جنازة لأخيه الذي ظهر حيًا، فانتفى سبب الصلاة.

    2. الصائم أنهى صيامه لأن نيته كانت مبنية على وفاة الزائر، ومع ظهوره حيًا، بطل المقصد.

    3. المتزوج طلق زوجته لأن زواجه منها كان قائمًا على افتراض وفاة زوجها الأول، ومع عودته، لم تعد تحل له.

    كل هذه التصرفات لم تكن عشوائية، بل جاءت نتيجة ظهور شخص كان محورًا لحياة الثلاثة، كلٌ بطريقته الخاصة. الزائر لم يكن غريبًا، بل كان أخاهم، غائبًا منذ سنين، وظنوه ميتًا، فبُنيت عباداتهم وعلاقاتهم على هذا الظن. وعندما عاد، انهارت تلك البُنى، لأن الحقيقة نسفت الافتراضات السابقة.

    إقرأ أيضا:كيف تتأثر الإزاحة المحصلة عند جمع متجهتين إزاحة بترتيب مختلف

    هذا اللغز لا يختبر فقط الذكاء، بل يسلط الضوء على مدى تأثير الغياب والظن في تشكيل القرارات المصيرية، ويُظهر كيف أن لحظة واحدة قد تعيد ترتيب الواقع بأكمله، وفقًا لقواعد دقيقة لا تحتمل التأويل.

    السابق
    حل لغز كان شخص يصلي صلاة واجبة ويصوم صيام واجب وخلفه تصلي زوجته
    التالي
    أوجد 10∠m∠1 , m في الشكل المجاور وضح تبريرك

    اترك تعليقاً