السؤال: ما هو الشيء الذي يصعد الجبل بثلاثة أرجل وينزل منه برجلين؟
- الإجابة: الإنسان المتقدم في السن.
شرح الإجابة:
يكمن مفتاح هذا اللغز في فهم طبيعته المجازية التي تتجاوز المعنى الحرفي للكلمات. فالأمر هنا لا يتعلق بكائن خيالي، بل هو وصف دقيق ومؤثر لمرحلة من مراحل حياة الإنسان، وهي مرحلة الشيخوخة. “الأرجل الثلاث” التي يُصعد بها الجبل هي قدما الرجل المسن بالإضافة إلى عصاه أو عكازه الذي يستند إليه. ففي رحلة الصعود، يكون الجهد المبذول عظيماً والميل حاداً، مما يجعل الإنسان في هذه المرحلة من العمر بحاجة ماسة إلى نقطة ارتكاز إضافية تمنحه الدعم وتساعده على مقاومة الجاذبية ودفع جسده إلى الأعلى، فتصبح العصا بمثابة ساق ثالثة لا غنى عنها.
أما عن النزول بـ “رجلين”، فهنا تتغير المعادلة الفيزيائية والحركية. خلال الهبوط من على المنحدر، تساعد الجاذبية في سحب الجسم إلى الأسفل، فيقل الاعتماد على الدفع وتبرز الحاجة إلى التوازن والتحكم. في هذه الحالة، يعود الاعتماد بشكل أساسي على القدمين لتثبيت الخطوات والتحكم في سرعة النزول، بينما قد تُستخدم العصا بشكل ثانوي للحفاظ على الاتزان، لكنها لا تعود تلعب دور الساق الثالثة الدافعة. ولهذا، يصورها اللغز بذكاء على أنها لم تعد جزءاً أساسياً من عملية الحركة، فيبدو وكأن الكائن ينزل بقدميه الاثنتين فقط.
إقرأ أيضا:حل لغز عندك 40 بيضة قسمها على سبعة رجال بحيث الاعداد فرديةوفي جوهره، يُعد هذا اللغز استعارة بليغة لدورة الحياة البشرية. “الجبل” يمكن أن يرمز إلى تحديات الحياة وصعابها التي نواجهها. مرحلة الصعود الشاق تمثل الكفاح والجد في سنوات العمر المتقدمة، حيث يحتاج الإنسان إلى كل سند ممكن (العصا). أما النزول، فيمكن أن يمثل المراحل الأخيرة من رحلة الحياة، حيث تختلف طبيعة التحديات ويصبح الاعتماد أكبر على الخبرة المتراكمة والحكمة (القدمان الراسختان) أكثر من القوة البدنية المحضة. وبهذا، يتجلى اللغز كقطعة فنية من الحكمة الشعبية، تلخص في كلمات بسيطة قصة عميقة عن الزمن والإنسان والاعتمادية.
إقرأ أيضا:حل لغز ما هو الشيء الذي تعطيه ولا يعطيك مذكور في القرآن الكريم ليس جماد ولا رماد ولا نبات ولا حيوان