أعظم عمل أنجز في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه هو

حل سؤال: أعظم عمل أنجز في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه هو

الجواب: كتابة القران الكريم في مصحف واحد.

شرح الإجابة:

بالتأكيد، يُعدّ جمع القرآن الكريم في مصحف واحد أعظم عمل أُنجز في عهد الخليفة الراشدي عثمان بن عفان، رضي الله عنه. فمع اتساع رقعة الدولة الإسلامية ودخول الكثير من الأعاجم في دين الله، بدأت تظهر اختلافات في القراءات بين المسلمين في الأمصار المختلفة. هذا الأمر، الذي أثار قلق كبار الصحابة مثل حذيفة بن اليمان، كان ينذر بحدوث الفتنة والاختلاف حول كتاب الله، وهو أساس الشريعة الإسلامية.

لذلك، كان قرار ذو النورين بتوحيد الأمة الإسلامية على مصحف واحد، يُعرف بمصحف الإمام، خطوة تاريخية حاسمة تهدف إلى حفظ الدين وضمان سلامة الوحي من أي تحريف أو تغيير، ليكون هذا العمل بمثابة صمام أمان لعقيدة المسلمين ومصدر التشريع الأول.

استجاب عثمان بن عفان لهذه الحاجة الماسة بتشكيل لجنة من كبار الحفاظ وكتّاب الوحي، وعلى رأسهم زيد بن ثابت، الذي كان له دور مركزي في جمع القرآن الأول في عهد أبي بكر الصديق. اعتمدت هذه اللجنة في عملها على الصحف التي كانت محفوظة لدى أم المؤمنين حفصة بنت عمر، بالإضافة إلى ما كان محفوظًا في صدور الصحابة وما كُتب من آيات قرآنية متفرقة.

كانت المنهجية المتبعة دقيقة للغاية، حيث تم التحقق من كل آية بشهادة عدلين، وتم اعتماد لهجة قريش كأساس للكتابة لأن القرآن نزل بها. نتج عن هذا الجهد الجبار إعداد عدة نسخ من المصاحف العثمانية الموحدة، التي اتبعت الرسم العثماني الدقيق، لضمان التوثيق الكامل للنص القرآني كما نزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

بعد إتمام هذا الإنجاز العظيم، أمر الخليفة عثمان بإرسال نسخة من المصحف الموحد إلى كل مصر من أمصار الخلافة الإسلامية الكبرى، مثل الكوفة، البصرة، الشام، ومكة، وأبقى نسخة في المدينة المنورة.

كما أمر بإحراق ما سوى هذه المصاحف من كتابات شخصية أو غير مكتملة، لقطع دابر أي خلاف مستقبلي. وبهذا العمل، ضمن عثمان بن عفان بقاء القرآن الكريم محفوظًا بنصه الأصلي وشكله الكامل عبر العصور، وأسس بذلك قاعدة صلبة لعلوم القرآن من تفسير وتجويد ودراسات لغوية. إن هذا العمل الجليل لم يحفظ فقط الدستور الإسلامي، بل حفظ هوية الأمة ووحدتها، ويظل بحق أعظم مآثر عهد عثمان وإرثه الخالد في تاريخ الإسلام.