حل سؤال : حصن خلفاء الدولة العباسية الثغور الإسلامية المواجهة للبيزنطيين. صواب خطأ
- الجواب: صواب، قام خلفاء الدولة العباسية بتحصين شامل ومستمر للحدود الإسلامية المواجهة للإمبراطورية البيزنطية.
الشرح:
تؤكد الدراسات التاريخية أن اهتمام الخلفاء العباسيين بالثغور الإسلامية لم يكن عابرًا، بل كان يمثل استراتيجية دفاعية شاملة ومحورية في سياسة الدولة الخارجية، خاصة خلال العصر العباسي الأول (من منتصف القرن الثاني الهجري). فأدرك الخلفاء، بدءًا من أبي جعفر المنصور وصولًا إلى هارون الرشيد والمعتصم بالله، أن هذه المناطق هي خط الدفاع الأول عن قلب الخلافة ضد الأطماع البيزنطية المستمرة. لذلك، قاموا بتنظيم المنطقة بالكامل في نظام إداري عسكري متكامل عُرف باسم “الثغور والعواصم”. وشملت جهودهم العمارة الحصينة، حيث أعادوا بناء وتجديد المدن الاستراتيجية مثل ملطية، طرسوس، والمصيصة، وأنشأوا حصونًا جديدة مجهزة بالأسوار والخنادق.
فلم يقتصر دور الخلافة على البناء فقط، بل تضمن جهدًا لوجستيًا واجتماعيًا هائلاً. فقد قام الخلفاء بشحن هذه الثغور بالرجال والعتاد، وأصدروا توجيهات لتوطين أعداد كبيرة من السكان والمقاتلين فيها، مما منح الجنود دافعًا إضافيًا للدفاع عن أراضيهم وعائلاتهم. كما خصصوا موارد مالية ضخمة لضمان استمرارية الحاميات وتجهيز الحملات العسكرية السنوية (الصوائف والشواتي). إن التنظيم المُحكم والإنفاق السخي والاهتمام الشخصي من قبل أبرز الخلفاء يؤكد الدور الفعّال الذي لعبته الخلافة في تأمين الجبهة الشمالية.
ولهذا، فإن العبارة القائلة بأن “حصن خلفاء الدولة العباسية الثغور الإسلامية المواجهة للبيزنطيين” هي صواب بشكل قطعي.