أقسام المقالة
حل سؤال: لماذا لا تتفاعل اللافلزات مع القواعد؟
إجابة السؤال هي : لأنها تميل لكسب إلكترونات أو تكوين روابط تساهمية، لا لتكوين أملاح مع القواعد.
شرح الإجابة :
تُعدّ اللافلزات من العناصر الكيميائية ذات الخصائص الفريدة التي تميزها عن الفلزات. فمن أبرز هذه الخصائص ميلها الشديد لاكتساب الإلكترونات أو مشاركتها، وذلك بهدف الوصول إلى حالة الاستقرار الكيميائي، حيث تُكمل مداراتها الخارجية، أو ما يعرف باسم مدارات التكافؤ. هذه الرغبة الجوهرية في سحب الإلكترونات تُترجم إلى كهربية سالبية عالية لهذه العناصر.
وبالمقابل، نجد أن القواعد، والتي غالبًا ما تكون هيدروكسيدات الفلزات، لها طبيعة كيميائية مختلفة تمامًا. تتميز هذه المركبات بقدرتها على إطلاق أيونات الهيدروكسيد السالبة (OH-) في المحلول، أو قبول أيونات الهيدروجين الموجبة (البروتونات). تُعرف هذه المركبات الأيونية بقدرتها على التفاعل بقوة مع الأحماض في تفاعل يُسمى التحييد، والذي ينتج عنه في الغالب ملح وماء.
إن التفسير الجوهري لعدم حدوث تفاعل مباشر ومعهود بين اللافلزات والقواعد يكمن في طبيعة الروابط الكيميائية التي تسعى كل منهما لتكوينها. اللافلزات، كما ذكرنا، تفضل تكوين الروابط التساهمية، حيث تشارك الإلكترونات مع ذرات أخرى (سواء كانت فلزات أو لافلزات)، بدلًا من تكوين أيونات موجبة حرة تُمكنها من الارتباط بأيونات الهيدروكسيد السالبة لتشكيل مركبات أيونية تقليدية تُعرف بـالأملاح القاعدية.
من جانب آخر، تحتاج القواعد في تفاعلها النموذجي لتتآثر مع مادة يمكنها أن تمنحها أيونات الهيدروجين (الأحماض)، أو أن ترتبط بأيوناتها الموجبة لتكوين مركب مستقر. لكن اللافلزات لا تمتلك هذه الأيونات الموجبة بسهولة؛ بل على العكس، هي تميل لتكوين أيونات سالبة عند تفاعلها، مما يجعلها غير متوافقة كيميائيًا مع طبيعة أيونات الهيدروكسيد السالبة في القواعد. ببساطة، لا يوجد دافع كيميائي قوي يدفع الأيونات السالبة في اللافلزات (إن تشكلت) للتفاعل مع الأيونات السالبة في القواعد، فالتجاذب يحدث بين الشحنات المتضادة لا المتماثلة.
في بعض الحالات الخاصة، قد تتفاعل بعض اللافلزات، مثل الهالوجينات أو الكبريت، مع القواعد القوية، ولكن هذه التفاعلات غالبًا ما تكون تفاعلات أكسدة واختزال معقدة، ولا تندرج تحت تعريف التفاعل الحمضي-القلوي المباشر الذي ينتج عنه ملح وقاعدة بالمعنى التقليدي. على سبيل المثال، يتفاعل الكلور مع محلول هيدروكسيد الصوديوم لإنتاج كلوريد الصوديوم وهيبوكلوريت الصوديوم والماء، وهذا ليس تفاعلًا مباشرًا لإنتاج “ملح لافلز مع قاعدة” بالصورة التي نتحدث عنها. إنها استجابة كيميائية مختلفة كليًا، تعكس تغيرًا في أعداد تأكسد العناصر المشاركة.
إذن، يظل المبدأ الأساسي هو أن الطبيعة الكيميائية الأساسية لـاللافلزات، وميلها الطبيعي لكسب أو مشاركة الإلكترونات وتكوين الروابط التساهمية، يحد من قدرتها على الدخول في تفاعلات كيميائية مباشرة مع القواعد لتكوين الأملاح بالطريقة المعهودة التي نراها بين الفلزات والأحماض أو بين الأحماض والقواعد. هذا الفهم المتعمق للخصائص الذرية والإلكترونية هو مفتاح استيعاب سلوك هذه العناصر في عالم الكيمياء المثير.
أسئلة شائعة:
هل يمكن أن تتفاعل اللافلزات مع أحماض؟
نعم، بعض اللافلزات يمكنها التفاعل مع الأحماض، ولكن طبيعة التفاعل تختلف حسب نوع اللافلز والحمض. غالبًا ما تكون هذه التفاعلات تفاعلات أكسدة واختزال، ولا تنتج بالضرورة أملاحًا بالطريقة المعتادة.
ما هي الأملاح؟
الأملاح هي مركبات كيميائية تتكون عادةً من أيون موجب (عادةً معدن أو أيون متعدد الذرات) وأيون سالب (عادةً لافلز أو أيون متعدد الذرات) مرتبطين بواسطة روابط أيونية. غالبًا ما تنتج عن تفاعل حمض مع قاعدة.
ما الذي يميز اللافلزات عن الفلزات؟
تتميز اللافلزات بعدم توصيلها للكهرباء والحرارة بشكل جيد، وهي غالبًا ما تكون هشة في حالتها الصلبة أو غازية أو سائلة في درجة حرارة الغرفة. على النقيض، الفلزات موصلات جيدة للكهرباء والحرارة، وقابلة للطرق والسحب، ولها بريق معدني.
ماذا يحدث عندما تتفاعل اللافلزات مع بعضها البعض؟
عندما تتفاعل اللافلزات مع بعضها البعض، فإنها تميل إلى تكوين الروابط التساهمية، حيث تشارك الإلكترونات لتكوين جزيئات مستقرة. على سبيل المثال، يتحد الأكسجين والهيدروجين لتكوين الماء.
ما هي أكسيدات اللافلزات؟
أكسيدات اللافلزات هي مركبات تتكون من لافلز والأكسجين. العديد منها له خصائص حمضية، فعندما تذوب في الماء، فإنها تشكل أحماضًا. على سبيل المثال، ثاني أكسيد الكربون يذوب في الماء ليشكل حمض الكربونيك.