العلاقات العاطفية

كم من الوقت يستغرق نسيان الحبيب: مدة النسيان بعد الفراق ومراحله والعوامل المؤثرة

جرح عميق، وألم مقيم، وحنين لا ينقطع، هكذا يصف البعض شعورهم بعد الانفصال عن الحبيب. وتتفاوت مشاعر الحزن والألم بين شخص وآخر مما يطرح سؤالا هاما: كم من الوقت يستغرق نسيان الحبيب؟

في هذا المقال، سنغوص في أعماق هذا الموضوع الشائك ونناقش مقدار الوقت اللازم للنسيان والعوامل التي تؤثر على مدة النسيان، وعلامات التي تدل على التقدم وعدم التقدم في هذه العملية الصعبة.

معنى “النسيان” في سياق العلاقات

يُشير “النسيان” في سياق العلاقات إلى عملية التخلي عن المشاعر والذكريات المرتبطة بشخص ما أو علاقة ما. وذلك يشمل:

  • التوقف عن التفكير في الشخص بشكل متكرر.
  • التخلص من المشاعر السلبية: مثل الحزن، والغضب، والاستياء، تجاه الشخص أو العلاقة.
  • فقدان الاهتمام بالتواصل أو التواجد مع الشخص.
  • الإحساس بالراحة والتحرر.

من المهم ملاحظة أن:

لا يعني النسيان بالضرورة التخلص من جميع المشاعر أو الذكريات المرتبطة بالشخص أو العلاقة. فقد يظل الشخص يشعر ببعض الحنين أو الامتنان للذكريات، أو قد يتذكر بعض المواقف الإيجابية التي حدثت خلالها. وأنه لا توجد طريقة واحدة “صحيحة” للنسيان للتغلب على الفراق. فلكل شخص طريقته الخاصة في التعامل مع مشاعره وتجاربه.

إقرأ أيضا:هل التفكير في شخص يعني أنه يفكر فيك

مراحل نسيان الحبيب بعد الإنفصال

يمثل الانفصال جرحاً عاطفياً عميقاً يترك ندوباً من الحزن والألم والفراغ على قلب كل إنسان. وتختلف مراحل النسيان والتّعافي من شخص لآخر.

كم من الوقت يستغرق نسيان الحبيب

عملية نسيان الحبيب ليست خطية هذا يعني قد تمر بجميع المراحل في نفس الوقت، أو بترتيبات مختلفة، أو حتى تعود إلى مرحلة سابقة في بعض الأحيان. ووفقا لما نشرته مجلة Mental-Health-Matters ، تمرّ عملية النسيان بعد الانفصال بمراحل رئيسية تشمل:

1. الصدمة والإنكار

الإنكار هو استجابة تلقائية من الدماغ للأخبار غير المرغوب فيها. ففي هذه المرحلة يسيطر عليك القلب بدلاً من العقل. تحاول التأقلم مع فكرة الحياة من دون الشخص الذي تحبه، لكن عقلك يرفض التصديق بالواقع. تغمض عينيك عن حقيقة انتهاء العلاقة وتتشبث بخيوط أملٍ واهية رافضاً نصائح وتحذيرات كل من حولك.

لا تستطيع منع نفسك من رسم سيناريوهات خيالية للمصالحة، وترى بصيص أمل في أبسط الإشارات التي تؤكد انتهاء العلاقة. (وهو ما يفسر بالطبع لماذا نستسلم لإغراء رسائل الهاتف المتأخرة في هذه المرحلة تحديداً).

2. المساومة

في المرحلة الثانية تصبح على استعداد لفعل أي شيء لتجنب قبول أن الأمر قد انتهى. فتلجأ إلى تعهدات بتحسين نفسك كشريك وإصلاح كافة أخطائك السابقة. وبما أن فكرة البقاء بدون المحبوب السابق أمر لا يطاق ستصبح جاهزاً للقيام بأي شيء لاستعادة العلاقة مهما كلفك الأمر.

إقرأ أيضا:ماذا يفعل الرجل إذا عشق

من الطبيعي في هذه المرحلة أن تتراجع المنطقية (ومن الأفضل تجنّب القرارات المصيرية). تشعر وكأنك تقف على حافة هاوية عاطفية، تحاول جاهدًا تجنب السقوط في المجهول. ستمسك بأي بصيص أمل للحفاظ على ما اعتدت عليه بغض النظر عن إيجابياته أو سلبياته.

تكمن المشكلة في أنه خلال هذه المرحلة وعند تقديمك الوعود بحل جميع المشاكل. فإنك تضع عبئاً كبيراً على عاتقك. تتصرف وكأن مسؤولية إنجاح العلاقة تقع عليك وحدك هذه المرة. من الضروري خلال هذه الفترة أن تدرك أن الطرفين ساهما في انتهاء العلاقة، ولا يمكنك تحمل المسؤولية الكاملة لا تخفى عليك هذه الحقيقة.

3. الإنتكاس

لأن الألم عظيم لا يُوصف، قد تتمكن فعلاً من إقناع شريكك السابق بالمحاولة مرة أخرى (وقد لا تكون هذه المرة الأولى التي تنفصلان فيها). ستخفف مؤقتاً من عذاب الانسحاب.

لكن، على الرغم من كل محاولاتك الجيدة، لن تتمكن من حمل عبء العلاقة بمفردك. أنا آسف لأقول إن الأمور ربما لن تنتهي جيدًا هذه المرة أيضاً. للأسف قد تحتاج إلى المرور بهذه العملية من الانفصال والمصالحة أكثر من مرة قبل أن تقتنع تمامًا بأن الوقت قد حان للتخلي.

4. الغضب

في البداية قد لا تكون قادراً على الشعور بالغضب فالانفصال يرمي بك إلى المجهول، مما يمكن أن يثير الخوف والرهبة الذي يعطلك. الخوف في تلك اللحظة يتفوق على الغضب. لذلك عندما ينشأ الغضب فهذا يعني أنك قد تخلصت من بعض خوفك على الأقل مؤقتاً.

إقرأ أيضا:كيف اصالح حبيبي وهو بعيد عني: 7 طرق ناجحة لمصالحة حبيبك أينما كان

عندما تستطيع الوصول إلى الغضب يمكن أن يكون التجربة ممتلئة بالقوة – لأنه على الأقل هناك لمحات تذكير بأنك أيضا مهم، وأنك تستحق المزيد من العلاقة. اعتماداً على طبيعتك الخاصة، وتجارب حياتك، وتجارب عائلتك، بالإضافة إلى انفصالك الفريد قد يكون غضبك موجها نحو شريكك، أو الوضع، أو نحو نفسك.

الخبر السار هنا هو أن غضبك، أينما كان موجها، يهدف إلى تمكينك، سواء اخترت أن تراه بهذه الطريقة أم لا. عندما تسمح لنفسك بالغضب، يمكن أن يوجهك ويخلق شعوراً بالحيوية في عالم أصبح قاتماً بفعل الفقدان. يمكن أن يذكرك أيضا بأنك تستحق المزيد.

5. الإكتئاب

من الطبيعي تمامًا أن تشعر بالحزن بعد الانفصال، سواء كنت أنت من بادر بإنهاء العلاقة أو تم الانفصال عنك. يرتبط هذا الشعور بالحزن بفقدان أجزاء من العلاقة والشخص الذي كنت تقدره. قد تشعر وكأن جزءًا منك قد ضاع، مما قد يؤدي إلى مشاعر من الحزن الشديد والفراغ.

بالإضافة إلى الحزن قد تواجه مشاعر أخرى صعبة مثل اليأس والحزن الشديد والإحساس بالذنب قد تلوم نفسك على انتهاء العلاقة، حتى لو لم تكن مسؤولاً بشكل مباشر عن ذلك. كذلك شعورك بالخجل أو الإحراج من فشل العلاقة، خاصة إذا كان لديك توقعات عالية أو شعرت بالضغط من قبل المحيطين للحفاظ على العلاقة.

6. القبول

في المرحلة الأخيرة من مراحل نسيان الحبيب بعد الانفصال تبدو أشبه بالاستسلام، ستبدأ في تجميع ما حدث، وتتقبل الواقع وتقر بالدور الذي لعبته فيه. كما ينصح موقع Help Guide استغلال هذه الفرصة للتعلم من أخطاء الماضي واستخدام تلك الدروس في المستقبل. وهذه هي الطريقة الأكثر صحة لتقبل الانفصال تماماً والنمو كشخص. قد لا يختفي الألم تماما بعد ولكن الوقت كفيل في شفاء تلك الجروح.

ملاحظة:

  1. لا تحاول نسيان الحبيب عن طريق الدخول في علاقة جديدة على الفور: قد يؤدي ذلك إلى مشاكل عاطفية في المستقبل.
  2. لا تقمع مشاعرك: من المهم أن تسمح لنفسك بالحزن على فقدان العلاقة.
  3. كن صبوراً مع نفسك: نسيان الحبيب عملية تستغرق وقتًا، فلا تتوقع أن تشعر بتحسن بين عشية وضحاها.

كم من الوقت يستغرق نسيان الحبيب

بحسب موقع Women’s Health أنه لا يوجد جدول زمني محدد للمدة التي تستغرقها لنسيان شخص ما لانها تعتمد على العديد من العوامل. وبحسب الدراسات التي ذكرها الموقع التي أجريت عام 2007، حيث صرحوا غالبية المشاركين بهم بأنهم شعروا بتحسن بعد ثلاثة أشهر فقط.

في حين أفاد المشاركون في استطلاع أخر أجري عام 2017 أن الأمر استغرق منهم ما يقرب من ستة أشهر. أما بالنسبة للمضي قدما بعد الطلاق تشير دراسة أجريت عام 2009 إلى أن الجدول الزمني يقارب العام ونصف لكن هذا ليس وقتاً طويلاً نسبياً بناءاً على تصريحهم.

ومع ذلك من المهم التأكيد على أنّ ما تجده خلال بحثك عن كم من الوقت يستغرق نسيان الحبيب هي مجرد تقديرات تقريبية. فبعض الأشخاص قد يحتاجون إلى وقت أطول، بينما قد ينجح البعض الآخر في نسيان حبيبهم بشكل أسرع.

الأهم من كل ذلك هو التركيز على الشفاء، بدلاً من التركيز على المدة الزمنية اللازمة لنسيان العشيق.

وفقاً لما ذكرته الدكتورة سلمى أبو اليزيد، استشارية الصحة النفسية على جريدة “اليوم السابع” قد يستغرق تحول الحب إلى ذكريات حوالي عام ونصف. وإذا تجاوزت مدة التعلق بمشاعر الحب ثلاثة سنوات، فمن المهم طلب المساعدة من مختص أو استشارة معالج نفسي لمعالجة هذه المشاعر بشكل نهائي. فاستمرار التعلق لفترة طويلة قد يُسبب اضطرابًا نفسيًا للشخص ويؤثر على علاقاته مع من حوله.

العوامل التي تؤثر على مدة نسيان الحبيب

  • عمق العلاقة: كلما كانت العلاقة أقوى وأعمق تاركةً بصمةً أوضح على القلب زاد الوقت اللازم لنسيان الحبيب.
  • مدة العلاقة: كلما طالت مدة العلاقة زادت الذكريات والأحداث المشتركة، ناهيك عن التآلف والتعلق العاطفي الذي ينمو مع مرور الوقت تزيد من الوقت اللازم لطي صفحة الماضي.
  • التواصل بعد الانفصال: كلما زاد التواصل مع العشيق حتى لو كان بشكل غير مباشر، زاد الوقت اللازم لنسيانه. فمشاهدة منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي أو سماع أخباره من أصدقاء مشتركين، يُبقي الجرح مفتوحاً ويعيق عملية النسيان.
  • الشخصية: قد تؤثر صفات الشخصية للإنسان، مثل الانطوائية أو الانفتاح على طريقة التعامل مع مشاعر الفقدان، وبالتالي على مدة النسيان. الأشخاص الانطوائيون يميلون إلى قضاء وقت أطول بمفردهم، مما قد يُساعدهم على معالجة مشاعرهم الداخلية بشكل أعمق، بينما يسعى الأشخاص المنفتحون إلى التواصل مع الآخرين للحصول على الدعم، مما قد يساعدهم على التقدم بشكل أسرع.
  • التجارب السابقة: إذا كانت لديك تجارب سلبية في العلاقات السابقة، فقد تستغرق وقتاً أطول للثقة بشخص جديد والارتباط به عاطفياً. بالتالي زيادة الزمن اللازم للتعافي من الانفصال.
  • الصحة النفسية: معاناة بعض الأشخاص من صعوبة أكبر في نسيان الحبيب بسبب اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب أو القلق. حيث يمكن لهذه الاضطرابات أن تؤثر على قدرتك على معالجة مشاعرك والتكيف مع التغيير.
  • الذاكرة: قد يواجه الأشخاص ذوو الذاكرة القوية صعوبة أكبر في نسيان المحبوب وذلك لتمسكهم بالذكريات بشكل أكبر.

علامات التقدم في عملية النسيان

  1. انخفاض ملحوظ في وتيرة التفكير بالحبيب. ويصبح التذكر أقل إيلاماً، وتبدأ مشاعر الحزن والغضب بالانحسار.
  2. تقبّل حقيقة انتهاء العلاقة والتعامل معها بشكل واقعي.
  3. الاعتراف بوجود عيوب في العلاقة.
  4. قلة الشعور بالحزن والألم والوحدة عند تذكر الحبيب أو مواقف متعلقة به.
  5. استئناف الحياة بشكل طبيعي.
  6. القدرة على تكوين علاقات جديدة.
  7. البالراحة عند التواجد بمفردك.
  8. الاستغناء عن الحبيب كمصدر للسعادة.
  9. عدم الرغبة في التواصل مع الحبيب أو معرفة أخباره.
  10. كسر الرابط المتعلق بالصور والهدايا والتذكارات المرتبطة بالحبيب السابق.
  11. الإحساس بالراحة والسلام الداخلي.
  12. الاستعداد للدخول في علاقة جديدة.
  13. عدم الشعور بالغيرة من علاقات الحبيب الجديدة وتمني له التوفيق والسعادة من أجله.

علامات عدم التقدم في عملية النسيان

  1. الشعور بالحزن الشديد والاكتئاب.
  2. الإحساس بالغضب تجاه الحبيب الرغبة في إيذائه والتفكير في الانتقام.
  3. تبكي بسهولة ودون سبب واضح.
  4. شعورك بالوحدة والفراغ الشديدين وتفتقد وجود الحبيب بجانبك.
  5. إحساسك بالذنب لترك الحبيب أو لعدم قدرتك على نسيانه.
  6. تشتاق إلى الماضي وتتذكر ذكرياتك مع الحبيب بشوق وحنين.
  7. تعاني من أفكار وسواسية حول الحبيب، وتجد صعوبة في التخلص منها.
  8. تحلم بحبيبك بشكل متكرر بسبب التفكير الزائد به.
  9. ترفض التخلص من أي شيء يخص الحبيب، مثل ملابسه أو صوره أو هداياه.
  10. تحاول التواصل مع الحبيب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو الهاتف، أو قد تذهب إلى الأماكن التي كان يتردد عليها.
  11. ترفض الدخول في علاقات جديدة، أو قد تجد صعوبة في الارتباط بشخص آخر.
  12. تهمل مظهرك ونظافتك الشخصية، أو قد تتناول الطعام بشكل غير صحي، أو قد تهمل ممارسة الرياضة.
  13. تفضل الانعزال عن الآخرين وقضاء وقتك بمفردك.
  14. تعاني من الأرق أو النوم الزائد.
  15. تفقد شهيتك للطعام أو قد تصبح لديك رغبة زائدة في تناول الطعام.
  16. تشعر بالتعب والإرهاق بشكل دائم.
  17. تجد صعوبة في التركيز على أي شيء.
  18. تعاني من آلام في الرأس أو الصداع.
  19. تعاني من تساقط الشعر.
  20. تصبح أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والأمراض.

خاتمة

في ختام مقالنا عن كم من الوقت يستغرق نسيان الحبيب توصلنا إنه لا توجد إجابة محددة لأنّ ذلك يعتمد على العديد من العوامل. فالشفاء من حب عميق قد انتهى رحلة وليست وجهة.

لكن مع الوقت والصبر والدعم ستتمكن من تنهض من جديد في حياتك وبناء علاقات جديدة وصحية. فإذا كنت تعاني من علامات عدم نسيان الحبيب فمن المهم طلب المساعدة من مختص في الصحة النفسية. يمكن للمختص أن يساعدك على فهم مشاعرك وسلوكياتك، وتطوير آليات صحية للتعامل مع فقدان الحبيب، والمضي قدمًا في حياتك.

السابق
كيف يمكن التوقف عن التفكير بشخص ما: 24 طريقة سهلة لإبعاد شخص ما عن رأسك
التالي
ما سبب عدم القدرة على إخراج شخص من تفكيرك: الأسباب والعوامل المؤثرة

اترك تعليقاً