يعد الفهرس أحدث الطرائق التي تُستخدم للبحث في المكتبة، في ظل الثورة الرقمية الهائلة التي يشهدها عالمنا، تطورت المكتبة لتواكب هذا التطور فهي لم تعد مجرد مكان لتخزين الكتب بل تحولت إلى مراكز معرفية حيوية.
يعد الفهرس أداة أساسية في أي مكتبة لكن لا يعتبر أحدث الطرائق التي تستخدم للبحث في المكتبة في عصر الرقمنة، ومن هنا نجد أن الإجابة بإختصار على سؤال المقالة هي “خطأ”. في هذه المقال سنتحدث عن هذا الموضوع بالتفصيل حتى يكون مفهوما لدى الطلبة.
جدول المحتويات
ما هو الفهرس؟
الفهرس هو دليل منظم ومفصل لمحتويات المكتبة، ويمكن تشبيهه بـ “جدول المحتويات” الكبير الذي يساعدك في الاطلاع على الكثبر من ثروات البيانات المخزنة بين أرفف الكتب والمجلات وقواعد البيانات.
إنه يشبه خريطة تعينك على الانتقال بسهولة وسرعة بين هذا الكم الكبير من المعرفة.
ويعد من أقدم الطرق التي استخدمها الإنسان لترتيب وتنظيم المعلومات داخل المكتبات. لقد ظهرت الفهارس منذ مئات السنين، إذ كانت تكتب عادةً على ألواح طينية أو ورق البردي وتطورت على مر الزمن وأصبحت أكثر تنظيماً وتفصيلاً مع تقدم الحضارات وانتشار المكتبات العامة والخاصة.
لماذا هو مهم؟
- التنظيم والترتيب
تخيل مكتبة ضخمة بلا نظام ولا ترتيب، ستكون عملية البحث عن كتاب معين كالبحث عن إبرة في كومة قش. الفهرس هو الذي يأتي لإنقاذ الموقف، فهو ينظم كل مادة موجودة في المكتبة ويصنفها وفق معايير محددة، مما يسهل عليك الاستفادة من ما تبحث عنه.
إقرأ أيضا:من جوانب التفسير العلمي التي يجب تقويمها بدقة ، البيانات والاستنتاجات- الوصول السريع للمعلومات
هل فكرت يوماً في إمكانية التوصل إلى الكتاب الذي تبحث عنه في أقل من دقيقة؟ هذا ما يقدمه لك الفهرس.
بدلاً من تضييع وقتك في التفتيش العشوائي بين الأرفف يمكنك ببساطة استخدامه للبحث عن العنوان أو المؤلف أو الموضوع الذي يهمك، وستظهر لك قائمة بالمصادر المتاحة.
- اكتشاف كنوز جديدة
الفهرس لا يقتصر على كونه وسيلة للبحث فحسب، بل يعد أيضاً طريقة لاستكشاف معلومات جديدة ومفاجآت غير متوقعة. قد تواجه خلال بحثك عن موضوع معين مواد إضافية تتعلق به تثير اهتمامك وتساهم في توسيع آفاقك.
- توفير الوقت والجهد
تخيل كم من الوقت والجهد ستوفره إذا تمكنت من إيجاد البيانات التي تحتاجها بشكل سريع وسهل هذا هو أيضا ما يقدمه لك.
مكونات الفهارس
- العنوان
- اسم المؤلف
- تاريخ النشر
- اسم الناشر
- رقم التصنيف الذي يحدد مكان المادة على الأرفف.
- الكلمات المفتاحية التي تصف محتوى المادة وتساعد في العثور عليها.
حدود وعيوب الفهرس التقليدي
على الرغم من أن الفهارس كانت تعتبر تقدماً في تنظيم المعلومات إلا أنها واجهت العديد من القيود والنقائص.
إقرأ أيضا:ما سبب التسميات التي اطلقت على تدمر سيدة التجارة العالميةكان التنقيب في الفهرس التقليدي يستغرق وقتاً طويلاً للغاية، ويتطلب إلماماً دقيقاً بالمصطلحات المرتبطة بالموضوع المرغوب فيه. هذا جعل الحصول على الحقائق الدقيقة عملية متعبة ومعقدة. ومن هنا لا يعد الفهرس من أحدث الطرائق التي تُستخدم للبحث في المكتبة.
مقارنة بين الفهرس والطرق الحديثة
مع تقدم التكنولوجيا وظهور الإنترنت، بدأت تتجلى أساليب جديدة وفعالة في عملية البحث. حيث قدمت محركات البحث الإلكترونية مثل جوجل وبينج، بالإضافة إلى قواعد البيانات المتخصصة مثل سكوبس وجوجل سكولار، طرقا سريعة ودقيقة في جمع المعلومات.
فأصبحت كتالوجات المكتبات الرقمية أدوات أساسية للباحثين للتمكن من تصفح مجموعة واسعة من المصادر بسهولة.
تخيل أنك تسعى للحصول على معلومات حول أحدث المستجدات في مجال الذكاء الاصطناعي، باستخدام محرك بحث إلكتروني يمكنك مشاهدة ملايين النتائج المرتبطة خلال ثوانٍ قليلة. هذا يعني أنك لن تحتاج لقضاء ساعات طويلة في قراءة الكتب والمجلات.
بالإضافة إلى ذلك، تتميز نتائج البحث بمدى دقتها العالية ولا تقتصر فائدتها على مجرد إظهار النصوص المكتوبة. حيث تعتمد على خوارزميات معقدة لترتيب النتائج الأكثر ارتباطاً ببحثك في المراتب الأولى.
يمكنك أيضاً إيجاد الصور والفيديوهات والخرائط، بالإضافة إلى نتائج بحث سابقة. على سبيل المثال، إذا كنت تبحث عن معلومات حول مدينة معينة، يمكنك أن تجد صوراً للمعالم السياحية وخرائط مفصلة وتقارير عن حالة الطقس.
إقرأ أيضا:يتميز البركان المخروطي بأنه لا يدوم ثورانه فترة طويلة بسبب المحتوى العالي منتعد هذه الشمولية سببا يجعلها أداة مهمة للباحثين والطلاب والمواطنين العاديين على حد سواء.
ولهذا فإن المحركات الحديثة تتفوق بشكل كبير على الفهرس التقليدي من حيث سرعة الحصول على بيانات موثوقة. وتوفر كذلك نتائج سريعة وشاملة، وتتميز بسهولتها في الاستخدام دون الحاجة إلى خبرة سابقة.
خاتمة
في الختام مقالنا عن هل يعد الفهرس أحدث الطرائق التي تُستخدم للبحث في المكتبة والإجابة عليه بكل بساطة الإجابة هي عبارة خاطئة. حيث رغم أهميته كأداة تنظيمية داخل المكتبات لا يعد من أحدث الطرائق التي يتم إستعمالها للبحث.
لكنه يظل جزءا مهما من منظومة الاستكشاف المكتبي ويجب إستخدامه جنبا إلى جنب مع الأدوات الحديثة لتوفير تجربة بحث متكاملة وشاملة.
