يعد القلق أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً في العصر الحديث، حيث يشكل تحدياً يومياً لملايين الأشخاص حول العالم. وعلى الرغم من أنه شعور طبيعي يستجيب به الإنسان للمواقف الصعبة، إلا أن القلق المزمن يمكن أن يتحول إلى عائق يؤثر سلباً على جودة الحياة ويمنع الشخص من تحقيق طموحاته.
في هذا المقال، سأشارككم تجربتي مع علاج القلق وكيفية تعايشي معه، بدءاً من التعرف على الأعراض الأولى وتحديد أسباب هذا الشعور، وصولاً إلى الوسائل التي ساعدتني في التغلب على هذه الحالة.
تجربتي مع علاج القلق
يُقال إن من اعتاد على القلق يظن أن الطمأنينة فخ. قد تشعر بحالة من القلق، ويغلبك شعور بالذنب مع انعدام وجود أهداف واضحة في حياتك أو أسباب ملموسة. هذا قد يمتد لفترات متفاوتة، مما يعني أنك تمر بضيق يشبه الرواسب التي تراكمت في عقلك اللاواعي دون أن تنتبه لها أو تعبّر عنها حينها.
لكن البعض يقول إن الذكي هو من يحول الخسائر إلى أرباح. فلا تقتل نفسك بسكين القلق والتوتر، فلا داعي أن تكون حزينا لأنك تتوقع الفشل في الامتحان أو في مشروع. حاول أن تعيش حياة بلا قلق. كانت قصتي معه مليئة بالمنعطفات الحادة، وهي الأساس لهذه اللحظة التي أشارككم فيها هذه الرحلة الطويلة التي انتهت بانتصاري.
إقرأ أيضا:تجربتي مع الصلاة الإبراهيمية 100 مرةفي معظم طفولتي ومراهقتي، كنت أمر بحالات من القلق، وحينما بلغت الثامنة عشرة بدأت تظهر علامات علي وكنت أجهلها مثل الاكتئاب. حاولت جاهدا أن أكون متزنا في مشاعري، لكنني لم أتمكن من النجاح؛ فأثر القلق على حياتي ولم يكن لدي أساس متين يربطني بتوازن شعوري تجاه نفسي.
كانت تجربتي الشخصية مع علاج القلق في البداية مظلمة حتى استمعت إلى نصيحة عابرة، لكنها كانت بداية الثورة على هذا الشعور. كانت هذه النصيحة هي المواجهة المباشرة؛ بأن الحل الوحيد هو أن تضع نفسك أمام الأمر الواقع، وتسمح لنفسك بخوض المواقف حتى ولو أخطأت. ستتعلم حينها الارتجال، فلا طريق أمامك سوى المواجهة.
حدثت جدي، رحمة الله عليه عن عدم قدرتي على التخلص من القلق، فأخبرني بحكمة قديمة: “اجعل لكل هم يربض على صدرك صدقة خفية، ولا تتوقف عن الاستغفار والصلاة الإبراهيمية. اجعل الشعور الذي يسكنك له ركعتين في جوف الليل. وأكمل قائلاً بثقة عميقة أن العلاج الحقيقي يأتي من الله وبهذا المنهج تمكنت من تجاوزه.
في بداية الأمر، كانت استجابتي للأشياء المزعجة تتمثل في تجنب العوامل التي كانت تزيد من معاناتي مع القلق، لكن الحياة ليست بهذه البساطة، فهناك أمور مجبرون على مواجهتها فهو جزء طبيعي من حياتنا، وعندما تتجنبه، فإنك تتجنب التجارب ذاتها.
إقرأ أيضا:تجربتي مع الصلاة الإبراهيمية 100 مرةالنقطة الفاصلة لاتخاذ قرار علاجي حين أصبحت أذكر نفسي بذلك؛ عندما أشعر بالقلق، فهذا يعني أنني أتحرك في الطريق الصحيح. ومع ذلك فالتعامل معه صعب، ولا توجد وصفة سحرية له.
إقرأ أيضا:تجربتي مع الصلاة الإبراهيمية 100 مرةخلال تجربتي مع علاج القلق فيما بعد قمت بتبني بعض الطرق اليومية للتعامل معه، فكانت أولى الطرق هي الاسترخاء الذهني، خصوصا عندما تغمرني الأفكار السلبية. الطريقة الثانية هي التحفيز المستمر، حيث أشجع نفسي باستمرار على المضي قدما. الطريقة الثالثة كانت من خلال ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي، مما انعكس إيجابيا على صحتي الجسدية والعقلية.
من الطبيعي أن تحتوي الحياة على الفرح والحزن، المشكلة والحل، القلق والاطمئنان. لا تسير الأمور دائما كما نحب، ويمر الشخص بفترات من الخوف والضيق، لكنها غالبا مشاعر مؤقتة، تأتي وتمضي مثل السحاب، لتترك لنا فسحة من الأمل لبداية جديدة.