التواضع يجلب لصاحبه ما لا يجلبه المال . صواب خطأ

إجابة سؤال: التواضع يجلب لصاحبه ما لا يجلبه المال. صواب أم خطأ؟

• الجواب: صواب. التواضع يجلب لصاحبه ما لا يجلبه المال، لأن المال قد يشتري الأشياء، لكنه لا يشتري القلوب، بينما التواضع يفتح الأبواب المغلقة ويزرع المودة في النفوس.

لماذا الجواب صواب؟

التواضع صفة عظيمة تجعل الإنسان قريبًا من الناس ومحبوبًا بينهم. فالشخص المتواضع لا يرى نفسه أفضل من غيره، بل يحترم الجميع مهما كانت مكانتهم. وهذا يجعله محاطًا بالحب والتقدير، بينما قد يُعامل صاحب المال باحترام ظاهري فقط من أجل ماله، لا من أجل شخصه. ومن هنا نفهم أن التواضع يمنح الإنسان مكانة لا يمكن للمال أن يشتريها.

وعندما نتأمل الحياة، نلاحظ أن الناس لا يذكرون الأغنياء دائمًا، لكنهم لا ينسون الإنسان الطيب المتواضع الذي عاملهم بلطف. فالتواضع مثل النور الداخلي الذي يضيء قلب صاحبه ويجعل حضوره مريحًا للآخرين، بينما المال مثل الظل الزائل، يبقى ما دام موجودًا ثم يختفي.

ثم إن التواضع لا يعني الضعف، بل هو قوة ناعمة تدل على ثقة بالنفس واتزان. الشخص المتواضع لا يحتاج لإظهار نفسه، لأن أعماله تتحدث عنه. وهذا ما يجعل الناس يثقون به ويقبلون نصيحته. أما من يتكبر بماله، فيفقد احترام الآخرين تدريجيًا، لأن الكبرياء حاجز يفصل القلوب.

إضافة إلى ذلك، التواضع يجلب فرصًا لا يتوقعها الإنسان. فحين يكون المرء متواضعًا، يتعلم من الآخرين، ويكسب خبرات جديدة، ويكوّن علاقات قوية مبنية على الصدق لا على المصلحة. أما المال، فقد يمنح صاحبه وسائل الراحة، لكنه لا يمنحه السعادة الحقيقية ولا الأمان النفسي الذي يجلبه التواضع.

وأخيرًا، التواضع يجعل الإنسان محبوبًا عند الله وعند الناس. فالله يحب المتواضعين ويكره المتكبرين، لأن التواضع يعكس نقاء القلب وصفاء النية. ومن هنا يمكن القول إن التواضع هو كنز لا يفنى، بينما المال قد يأتي ويذهب.

إذن، نعم، التواضع يجلب لصاحبه ما لا يجلبه المال، لأنه يجلب القلوب قبل الجيوب، والمحبة قبل المصلحة، والاحترام قبل الغنى.