مناهج المملكة العربية السعودية

الشهور القمرية إذا كان الشهر القمري 29

السؤال: لماذا يكون الشهر القمري أحيانًا 29 يومًا وليس 30 دائمًا؟

  • الإجابة: لأن بداية الشهر الهجري ونهايته تعتمدان على دورة القمر حول الأرض ومشاهدة الهلال الوليد، وهي عملية تستغرق حسابيًا حوالي 29 يومًا ونصف اليوم، مما يستوجب أن تكون بعض الشهور 29 يومًا والبعض الآخر 30 يومًا لإتمام العدة الصحيحة.

شرح الإجابة:

إن أساس التقويم الهجري يرتكز على حركة جرم سماوي منظور، وهو القمر. فالشهر في هذا النظام ليس مجرد رقم في روزنامة، بل هو قياس حقيقي للمدة التي يستغرقها القمر ليكمل دورة كاملة حول الأرض بالنسبة للشمس، وتُعرف هذه المدة فلكيًا باسم الدورة الاقترانية التي يبلغ متوسطها الدقيق 29.53 يومًا. هذه الفاصلة الزمنية التي تزيد عن 29 يومًا وتقل عن 30 هي السبب الجوهري والمباشر الذي يجعل من المستحيل أن تكون كل الشهور متساوية في عدد أيامها، فهي حقيقة كونية لا يمكن تجاوزها.

وبناءً على هذه الحقيقة الكونية، تبدأ الأشهر الهجرية فعليًا ليس بمجرد الحساب، بل بالرؤية والمشاهدة. فبعد وصول القمر إلى مرحلة المحاق، حيث يكون بين الأرض والشمس وغير مرئي لنا، تبدأ عملية ترقب ولادة الهلال الجديد. إن لحظة ظهور ذلك الخيط الضوئي الرفيع في الأفق الغربي بعد غروب الشمس في اليوم التاسع والعشرين هي التي تعلن بصريًا نهاية شهر وبداية آخر، وهذا ما يُعرف بـ الرؤية الشرعية التي تضفي على التقويم بُعدًا عمليًا وتفاعليًا.

إقرأ أيضا:من صور تعذيب الحيوانات صيدها عبثًا دون منفعة منها صواب خطأ

وهنا يكمن جوهر الأمر، ففي مساء اليوم التاسع والعشرين من كل شهر، يخرج الناس لتحري الهلال. فإذا تمت رؤيته بوضوح، فإن ذلك اليوم يكون آخر أيام الشهر، ويصبح عدد أيامه 29 يومًا فقط، ويبدأ الشهر الجديد من الليلة التالية. أما إذا تعذرت رؤيته، سواء بسبب الغيوم أو لأنه لم يكن قد وصل بعد إلى مرحلة الإضاءة الكافية التي تسمح بمشاهدته من الأرض، فإن القاعدة المتبعة تقتضي إتمام الشهر الحالي لثلاثين يومًا.

غير أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، ففي حال تعذر الرؤية البصرية، لا يُترك تحديد بداية الشهر للصدفة أو الحيرة، بل يتم اللجوء إلى مبدأ فقهي واضح وهو “إكمال العدة ثلاثين”. هذه القاعدة تضمن وجود نهاية حتمية للشهر وتمنع استمرار الترقب إلى ما لا نهاية، مما يحافظ على انتظام التقويم ودقته. وفي عصرنا الحالي، أصبحت الحسابات الفلكية الدقيقة أداة قوية يمكنها التنبؤ بإمكانية الرؤية من عدمها بدرجة عالية من الموثوقية، لتساعد في تأكيد أو نفي المشاهدات البصرية.

وهذا يقودنا إلى الحكمة الأعمق من هذا النظام، فهو يربط حياة الإنسان اليومية و العبادات الإسلامية الكبرى، مثل صيام رمضان والاحتفال بـ عيد الفطر، بحركة المنظومة الكونية بشكل مباشر وملموس. إن هذا التناوب بين 29 و30 يومًا ليس مجرد عملية حسابية جافة، بل هو تجربة مجتمعية متجددة ترسخ ارتباط الإنسان بالسماء وتجعله مراقبًا للطبيعة ومتفاعلًا معها، مما يمنح الزمن بُعدًا روحيًا يتجاوز مجرد كونه أرقامًا على ورقة.

إقرأ أيضا:يساعد وجود رسم تنظيمي للموضوع الكتابي على تسلسل الأفكار وترتيبها ومنطقيتها. صواب خطأ
السابق
يستطيع لاعب كرة قدم الركض 20 مترا في 3
التالي
حل لغز ما هو الشيء الذي إذا أسرعت يصعب عليك التقاطه أكثر من 6 حروف

اترك تعليقاً