مناهج المملكة العربية السعودية

المقدار الذي يعد مقياساً لقوة الجذب بين جسمين هي

إجابة سؤال: المقدار الذي يعد مقياساً لقوة الجذب بين جسمين هي

الجواب: كتلة الجاذبية.

المقدار الذي يعد مقياساً لقوة الجذب بين جسمين هو كتلة الجاذبية، وهي خاصية فيزيائية أساسية تحدد مدى تأثير كل جسم على الآخر ضمن مجال الجاذبية الكوني، إذ ترتبط هذه الكتلة مباشرة بكمية المادة التي يحتويها الجسم، وكلما ازدادت كتلته ازداد تأثيره الجاذبي، مما يجعلها عاملاً حاسماً في تحديد حركة الأجسام ومساراتها، سواء كانت بين جسمين من الكواكب تدور حول نجوم أو أقماراً تتبع كواكب أو حتى أجساماً صغيرة تتحرك في فضاء مفتوح.

ومن خلال قانون الجذب العام لنيوتن، يتضح أن قوة الجذب تتناسب طردياً مع حاصل ضرب كتلتي الجسمين وعكسياً مع مربع المسافة بين مركزيهما، وهذا يعني أن المسافة تلعب دوراً موازياً في تحديد شدة التأثير، فكلما اقترب الجسمان زادت القوة، وكلما ابتعدا ضعفت. ولأن الجاذبية قوة شاملة لا يمكن حجبها أو إلغاؤها، فإنها تؤثر على كل ما له كتلة، من أصغر الجسيمات إلى أكبر المجرات، وتعمل على حفظ تماسك الكون ومنع تشتت مكوناته.

كما أنها لا تقتصر على كونها مقياساً لكمية المادة، بل تمثل أيضاً مقياساً لقدرة الجسم على التأثير في الزمكان وفقاً للنظرية النسبية العامة لأينشتاين، حيث يفسر انحناء الزمكان حول الأجسام الضخمة على أنه السبب في حركة الأجسام الأخرى نحوها، وهو ما يفسر ظواهر مثل انحراف الضوء بالقرب من النجوم أو الثقوب السوداء.

إقرأ أيضا:صمم عبد الله قطعة زجاجية كما في الشكل المجاور ما محيط هذه القطعة

ومن الناحية التطبيقية، تلعب دور في مجالات متعددة، بدءاً من حساب مدارات الأقمار الصناعية وتحديد مواقعها بدقة، مروراً بتصميم المركبات الفضائية ومسارات رحلاتها، وصولاً إلى فهم ديناميكيات المد والجزر الناتجة عن تأثير القمر على مياه الأرض.

كذلك، دراستها تساعد العلماء على استنتاج تركيب الأجرام السماوية الداخلية، إذ يمكن من خلال قياس تأثيرها الجاذبي تحديد كثافة الكوكب أو النجم، وبالتالي استنتاج مكوناته، سواء كانت صخرية أو غازية أو مزيجاً منهما.

ومع أن الجاذبية أضعف القوى الأساسية الأربع مقارنة بالقوة الكهرومغناطيسية أو النووية، إلا أن تأثيرها يتراكم على مسافات شاسعة، ما يجعلها القوة المهيمنة على البنية الكبرى للكون، فهي التي تجمع المجرات في عناقيد وتربط العناقيد في شبكات كونية هائلة.

ومن الجدير بالذكر أن كتلة الجاذبية تنقسم إلى نوعين متكافئين فيزيائياً:

  1. الكتلة الجاذبية الساكنة، التي تحدد مقدار القوة التي يمارسها الجسم على غيره.
  2. الكتلة الجاذبية القصورية، التي تحدد مدى مقاومة الجسم لتغيير حالته الحركية.

وقد أثبتت التجارب أن هذين النوعين متساويان بدقة عالية، وهو ما يشكل أحد أسس النسبية العامة. هذا التكافؤ يتيح صياغة القوانين الفيزيائية بشكل موحد، ويجعل من الممكن التنبؤ بسلوك الأجسام في مختلف الظروف، سواء كانت في بيئة أرضية أو في أعماق الفضاء.

إقرأ أيضا:أسماء أبطال حرب طروادة

وبفضل هذا الفهم، أصبح بالإمكان تفسير ظواهر معقدة مثل حركة المذنبات، أو استقرار حلقات الكواكب، أو حتى سلوك المجرات في أطرافها حيث يبدو أن المادة المرئية وحدها لا تكفي لتفسير قوة الجذب المرصودة، ما قاد إلى فرضية المادة المظلمة التي تشكل معظم كتلة الكون.

ومن خلال الربط بين كتلة الجاذبية والمفاهيم الأخرى كالطاقة والزخم، يتضح أن هذه الخاصية ليست مجرد رقم في معادلة، بل هي مفتاح لفهم القوانين التي تحكم كل حركة وكل تفاعل في الكون، فهي التي تحدد مصير النجوم، وتوجه مسارات الكواكب، وتضبط إيقاع المدارات، وتحافظ على توازن الأنظمة الفلكية عبر مليارات السنين.

السابق
العنصر المحايد في عملية الضرب هو الصفر صواب خطأ
التالي
ترتبط قوة الحمض بعدد أيونات الهيدروجين التي يكتسبها. صواب خطأ

اترك تعليقاً