في تطور طبي مذهل، كشفت تقنيات تحفيز الحبل الشوكي غير الجراحية عن إمكانية جديدة لتحسين حياة مرضى الشلل، مما قد يعيد لهم بعضاً من قدراتهم التي اعتقدوا أنهم فقدوها إلى الأبد.
التقنية المبتكرة التي تم تطويرها من قبل شركة “أونورد ميديكال” الهولندية، أظهرت نتائج واعدة في تمكين المرضى من أداء مهام كانت في السابق تعتبر مستحيلة.
من بين المرضى الذين استفادوا من هذه التقنية هي “جيزي أوين”، التي أصيبت بحادث مأساوي في ديسمبر 2012، مما أدى إلى إصابتها بشلل رباعي.
تقول أوين، التي أصبحت الآن جزءاً من دراسة سريرية تهدف إلى مساعدة مرضى الشلل على استعادة القدرة على الحركة، إن العلاج بتقنية تحفيز الحبل الشوكي قد مكنها من استعادة بعض الوظائف التي كانت قد فقدتها منذ سنوات، مثل إطعام أطفالها وإعادة القدرة على احتضانهم.
“بفضل هذا العلاج، أصبح بإمكاني تحضير زجاجات الحليب للأطفال، وإغلاق الغطاء، حتى أصبح بإمكاني أن أمسح دموعهم أو أحضنهم. كانت هذه الأشياء التي كنت قلقة جداً من فقدانها” – كما قالت أوين.
الاختبارات السريرية التي أُجريت على تقنية “آر إكس” لتحفيز الحبل الشوكي أظهرت أن 90% من المشاركين في الدراسة قد شهدوا تحسناً في قوتهم العامة أو وظائفهم الحركية، بينما أفاد 87% بتحسن في نوعية حياتهم.
وتعتمد هذه التقنية على إرسال نبضات كهربائية عبر أقطاب موضوعة على الجلد في منطقة خلف الرقبة، مما يساعد في تنشيط المسارات العصبية المعطلة في الحبل الشوكي لاستعادة أو تحسين الحركة.
إقرأ أيضا:هل يمكن للروبوت أن يكون أذكى من الإنسان؟ووفقاً للخبراء، فإن تحفيز الحبل الشوكي يعد أكثر فعالية في تنشيط العضلات مقارنة بتحفيز الأعصاب الطرفية، كما أنه لا يؤدي إلى التعب الذي يصاحب تحفيز العضلات، بل يعيد التنسيق الحركي المعقد بشكل طبيعي.
التقنية، التي أصبحت الآن معتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للاستخدام التجاري، توفر أفقاً جديداً للأمل للعديد من المرضى الذين يعانون من الشلل، ومن المتوقع أن تساهم في تحسين نوعية حياة الآلاف حول العالم.
إقرأ أيضا:يعتمد علماء الذكاء الاصطناعي على عنصرين مهمين من عناصر المنطق وهماتجسد هذه التقنية الجديدة تحولاً هائلًا في عالم الطب، وتفتح الأبواب أمام مزيد من الأبحاث والتطبيقات التي قد تساعد في إعادة تمكين الأشخاص المصابين بالشلل من ممارسة حياتهم بشكل أكثر استقلالية وفعالية.