السؤال: رجل أنجب 8 أولاد ولكل ولد بنت فكم عددهم؟
- الإجابة: الرجل لا ينجب.
شرح الإجابة:
للوهلة الأولى، يبدو هذا السؤال وكأنه مسألة حسابية بسيطة، تدفع العقل مباشرة إلى جمع الأرقام. يتجه الذهن تلقائياً نحو حساب عدد الأبناء والبنات ثم إضافة الأب للوصول إلى مجموع كلي. غير أن جوهر هذا اللغز لا يكمن في الأرقام المتناثرة فيه، بل يترسخ في مغالطة لغوية دقيقة صيغت ببراعة لتكون بمثابة فخ فكري. الحل لا يتطلب آلة حاسبة، وإنما يتطلب تمحيصاً دقيقاً لألفاظ السؤال ذاتها.
من هنا، نصل إلى حجر الزاوية في حل هذه الأحجية؛ وهي حقيقة بيولوجية أساسية لا تقبل الجدل. السؤال ينسب فعل “الإنجاب” بصيغته المطلقة إلى الرجل، بينما الواقع العلمي يؤكد أن المرأة هي التي تلد وتحمل وظيفة الإنجاب الجسدية. إن التركيز الذهني على تفاصيل القصة العددية “8 أولاد ولكل ولد بنت” ما هو إلا أسلوب إلهاء متقن، يصرف الانتباه عن الفرضية الأساسية الخاطئة التي بُني عليها اللغز بأكمله.
بالتالي، فإن الإجابة تتجاوز عالم الرياضيات لتدخل في صميم التفكير النقدي والانتباه إلى البديهيات. ليست القضية قضية جمع وطرح، بل هي اختبار لمدى قدرتنا على التوقف وتحدي المُعطيات المقدمة لنا بدلاً من قبولها كمسلّمات. إن الإجابة “الرجل لا ينجب” تكشف هذه المغالطة بكلمات قليلة، وتعيد توجيه مسار التفكير من الحسابات الفرعية إلى الأصل المنطقي للمسألة برمتها.
إقرأ أيضا:أثر التوحيد في الآخرة يثبت الله الموحد في قبره صواب خطأوفي نهاية المطاف، يعلمنا هذا اللغز درساً قيماً يتعدى مجرد التسلية؛ وهو أن الحلول العميقة أحياناً لا تتطلب عمليات معقدة، بل نظرة فاحصة للأساس الذي يقوم عليه أي تحدٍ فكري. إن القدرة على تمييز الحقيقة الكامنة خلف الكلمات هي مهارة جوهرية، تجعل من العقل أداة تحليل قوية لا مجرد متلقٍ للمعلومات.