حل لغز: شنو اللي يمشي في الصبح على أربع وفي الظهر على أثنين وفي المساء على ثلاثة؟
- الإجابة: الإنسان.
شرح الإجابة:
يكمن عمق هذا اللغز العريق، الذي يتردد صداه عبر الثقافات، في كونه لا يصف يوماً عادياً، بل يستخدم دلالة رمزية بليغة لتصوير مراحل حياة الإنسان المتعاقبة. فالصباح والظهر والمساء ليست أوقاتاً زمنية فقط، وإنما هي استعارة تختزل الرحلة البشرية من المهد إلى اللحد، حيث يمثل كل وقت طوراً محدداً من أطوار الإنسان.
في فجر الحياة، أو ما يمثله “الصبح” في اللغز، يبدأ الإنسان رحلته بالزحف، معتمداً على يديه وركبتيه. هذه هي مرحلة الطفولة التي يتحرك فيها على الأطراف الأربعة، مكتشفاً العالم من حوله ببطء وبراءة. إنها فترة التكوين الأولى التي يشهد فيها نموه الجسدي، حيث يكون الاعتماد على الأطراف الأربعة ضرورياً للحركة قبل أن يكتسب القوة والمهارة للوقوف.
ثم ينتقل السرد إلى “الظهر”، وهي فترة النضج والرجولة، حيث يقف الإنسان على قدمين مستقيماً، ممثلاً مرحلة الشباب وقمة النشاط البدني. في هذه المرحلة، يتحرك الإنسان باستخدام ساقيه فقط، وهو بذلك يسير على طرفين، قادر على العمل والإنتاج بكامل طاقته.
أما في “المساء”، فتأتي مرحلة الشيخوخة، حيث تضعف القوة البدنية ويحتاج الإنسان إلى دعم إضافي للحفاظ على توازنه. هنا يظهر الطرف الثالث، وهو العكاز أو العصا، الذي يستخدمه ليرتكن عليه، فيصبح المشي ثلاثي الأطراف (قدمان + عصا). هذه المرحلة تمثل الحكمة والخبرة التي ترافق الشيخوخة، ويصبح الدعم رمزاً للحياة المتغيرة.
إقرأ أيضا:يكون الخصم في المناظرة مخطئ بالضرورة صواب خطأهكذا، يقدم اللغز عبر رمزيته قصة الإنسان كاملاً، من الطفولة إلى الشيخوخة، بأسلوب بسيط لكنه عميق. ويُذكر أن هذا اللغز هو لغز أبو الهول في الحضارة اليونانية القديمة، مما يضفي عليه قيمة تاريخية وثقافية تعكس تأملات الإنسان عبر العصور في دورة الحياة.
