السؤال: ما هي الكلمة التي تجمع في تكوينها بين حرفي الحاء والعين؟
-
الإجابة:الكلمة المقصودة هي:حَيْعَلَة.
شرح الإجابة:
إن حل هذا اللغز لا يكمن في مجرد العثور على كلمة عشوائية، بل يقودنا إلى مصطلح ذي عمق ثقافي وديني راسخ في وجداننا. فالكلمة “حيعلة” ليست تركيباً لغوياً اعتباطياً، إنما هي مصطلح يُشتق مباشرةً من نداء الصلاة الخالد، أي الأذان، وتحديداً من عبارتي “حيَّ على الصلاة” و”حيَّ على الفلاح”.
ولكن، كيف تحولت جملة كاملة إلى كلمة واحدة؟ هنا يتجلى واحد من أسرار بلاغة اللغة العربية وقدرتها الفائقة على الإيجاز، وهو ما يُعرف بظاهرة“النحت اللغوي”. هذا الأسلوب البديع يسمح باختصار عبارة كاملة في لفظة واحدة تحمل معناها وجوهرها. فكما تم نحت كلمة “البسملة” من “بسم الله الرحمن الرحيم”، وكما اُشتقت “الحمدلة” من “الحمد لله”، تم كذلك نحت مصطلح “الحيعلة” من تكرار الدعوة للصلاة والنجاح.
وعلى هذا الأساس، فإن “الحيعلة” ليست مجرد اجتماع صوتي لحرفي الحاء والعين، بل هي تجسيد للدعوة إلى ركنين أساسيين في حياة المسلم. الشق الأول، “حيَّ على الصلاة”، هو نداء للقيام بالعبادة التي تمثل عماد الدين والصلة المباشرة بالخالق. أما الشق الثاني، “حيَّ على الفلاح”، فهو دعوة للنجاح والسعادة والخير في الدنيا والآخرة، ليؤكد أن سبيل الفلاح الحقيقي يبدأ من الاستجابة لنداء الصلاة.
إقرأ أيضا:أ ب ج د مربع مرسوم في المستوى الاحداثي ما طول كل ضلع من أضلاعه ؟ وما مساحته ؟ أوجد الناتج إلى أقرب جزء من عشرةوبهذا، يتجاوز حل هذا اللغز البسيط حدود التسلية الفكرية، ليصبح نافذة نطل منها على ثراء لغتنا العربية وعمق مفاهيمنا الدينية. فكلمة “حيعلة” تحمل في طياتها قصة الأذان، وفن النحت اللغوي، وفلسفة الدعوة إلى أعظم أسباب النجاح، مما يجعلها إجابة غنية بالمعنى تتجاوز بكثير مجرد كونها حلاً للغز.