السؤال: ركض محمد ركضا المفعول المطلق
شرح الإجابة:
عند تحليل الجملة “ركض محمد ركضاً”، نبدأ أولاً بتحديد نوع المفعول المطلق، وهو أحد المفاعيل التي تُستخدم في اللغة العربية لتوكيد الفعل أو بيان نوعه أو عدده. في هذا السياق، المفعول المطلق “ركضاً” جاء لتوكيد الفعل “ركض”، دون أن يضيف معنى جديداً من حيث الكيفية أو العدد، بل اكتفى بتعزيز وقوع الحدث نفسه.
من الناحية الإعرابية، يُعرب “ركضاً” على النحو التالي: اسم منصوب على أنه مفعول مطلق، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره. وهو مصدر مأخوذ من نفس الفعل الذي ورد في الجملة، أي “ركض”، مما يجعله مطابقاً للفعل من حيث اللفظ والمعنى. هذا التطابق شرط أساسي في المفعول المطلق التوكيدي، ويُعد من أبرز خصائصه النحوية.
وبالانتقال إلى الوظيفة البلاغية، فإن استخدام المفعول المطلق في هذا المثال يضفي على الجملة قوة تعبيرية، ويمنحها وضوحاً إضافياً في إيصال المعنى. فبدلاً من الاكتفاء بالفعل “ركض”، أُضيف المصدر “ركضاً” ليؤكد أن الفعل قد وقع فعلاً، دون أي شك أو احتمال. هذا الأسلوب يُستخدم كثيراً في اللغة العربية الفصحى، خاصة في النصوص الأدبية والخطابية، لما له من أثر في ترسيخ الصورة الذهنية لدى المتلقي.
ومن زاوية أخرى، لا يمكن إغفال أن المفعول المطلق يُصنف إلى ثلاثة أنواع رئيسية: مؤكد للفعل، مبين للنوع، ومبين للعدد. وفي هذا المثال، ينتمي إلى النوع الأول، أي المؤكد للفعل، لأنه لم يضف أي تفاصيل تتعلق بكيفية الركض أو عدد مرات حدوثه، بل اكتفى بتكرار المصدر لتقوية المعنى.
إقرأ أيضا:تحصل المحللات في النظام البيئي على غذائها عن طريقوبذلك، يتضح أن الجملة “ركض محمد ركضاً” ليست مجرد تركيب لغوي بسيط، بل نموذج دقيق لاستخدام أحد أهم أدوات التوكيد في اللغة العربية، وهو المفعول المطلق. هذا الاستخدام يعكس عمق البنية النحوية ويُظهر كيف يمكن للمصدر أن يتحول من مجرد اسم إلى عنصر أساسي في بناء المعنى وتوجيهه بدقة نحو ذهن القارئ.