السؤال: صاحب كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان هو / عبدالرحمن بن ناصر السعدي صواب خطأ
- الإجابة: صواب.
شرح الإجابة:
في البداية، يُصنَّف الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي (1307هـ – 1376هـ) من أبرز علماء الأمة في القرن الرابع عشر الهجري، وقد عُرِف بتميزه في مجالي الحديث والتفسير . ولد في 1307هـ (1889م) وتوفي في 1376هـ (1956م) ، مما يعني أن مسيرته العلمية امتدت في النصف الأول من القرن العشرين الميلادي. يندرج كتاب “تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان” ضمن أهم مؤلفاته العلمية، وقد أكّدت مصادر مكتبية أن هذا العمل صدر باسمه صراحةً. وهذه المعلومات ترسّخ حقيقة أن تفسير السعدي هذا من تأليفه شخصياً.
من جهة أخرى، فقد اعتمد الشيخ السعدي في كتابة هذا التفسير على تلاوة القرآن وعرض معانيه على طلابه أثناء حلقات دراسية بمدينة عنيزة في القصيم بالسعودية. وجاء كتاب “تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان” ليعبِّر عن هذه الدروس بأسلوب مبسط وواضح، متجنباً الغموض والحشو.
وعلى هذا الأساس فإن الكتاب – وهو تفسير قرآني إسلامي – مُعدّ خصيصاً لشرح معاني القرآن الكريم بأسلوب سهل يفهمه عامة المسلمين. ولذلك عمل المؤلف بنفسه على تسمية هذا التأليف بالاسم الدال على هدفه، مما يعزز صحة نسبة الكتاب إلى مؤلفه.
إقرأ أيضا:العدسة المقعرة: هل يمكنها أن تكون صورة حقيقية للشمس على قطعة من الورقكما تذكر المصادر العلمية المعاصرة بأن الطبعة الأولى من هذا التفسير صدرت عام 1420هـ عن دار الرسالة – مع بعض الملاحق والشرح – بتحقيق الشيخ عبد الرحمن بن معلا اللويحق. وفي الواقع، فقد أشار صاحب مقدمة الكتاب إلى أن الجزء الخامس من تفسير السعدي قد طُبع في حياة الشيخ عام 1375هـ، في حين جرى نشر بقية الأجزاء بعد وفاته. وقد جرى تسمية المجلد باسم “تيسير الكريم الرحمن” لأن المقصود منه هو تيسير فهم كلام المنّان أي كلام الرحمن الكريم.
ويشير عنوان الكتاب ذاته إلى أن المؤلف أراد أن يُظهر فضل الله سبحانه وتعالى وكرمه في تيسير شؤون العباد بالقرآن، وهو ما ينعكس في حرصه على تبسيط المعاني وتوضيحها. كما بيَّنت بعض الدراسات أن الشيخ السعدي لم يكن يقصد بهذا العمل الغموض أو الإطالة، بل أراد أن يكون هذا التفسير بين متناول جميع الناس.
ومن الناحية اللغوية والإسنادية، فإنه لا خلاف على صحة قول السؤال؛ إذ لم يُذكر في أي مصنف موثوق أن شخصاً آخر هو صاحب هذا التفسير. بل إن تلاميذ العلامة السعدي وأقرانه أثنوا على جهوده في خدمة الإسلام بهذا العمل، مما يدل على ارتباط اسم الكتاب به بشدة. وعند مقارنة أسلوب تفسير السعدي هذا بأسلوبه في مؤلفات أخرى (على سبيل المثال شرحه على الأحاديث أو كتبه الفقهية) نكتشف انسجاماً واضحاً في اللغة وطرق العرض مما يؤكد هوية الكاتب. علاوة على ذلك، تسجل ويكيبيديا ببساطة أن الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي هو مؤلف هذا التفسير، دون ذكر أي مؤلف آخر.
إقرأ أيضا:الهلالي وش يرجعون ، ما هو أصل عائلة الهلالي من أي قبيلةباختصار، تؤكد الوثائق والمعلومات الموثوقة الواردة في المصادر المختلفة – سواء الكتب العلمية أو المواقع المعتبرة – أن الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي هو صاحب ومؤلف كتاب “تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان”. لذا يكون التصريح الوارد في السؤال بأن “صاحب الكتاب هو عبد الرحمن بن ناصر السعدي” صواباً تماماً ودقيقاً، إذ لا توجد أدلة أو إشارات تدل على خلاف ذلك. وفي التبويب الشائع لكتب التفسير يعرف هذا العمل اختصاراً باسم تفسير السعدي، وقد سُمِّيَ بذلك تيمُّناً باسم مؤلفه. وختاماً نؤكد أن هذه النتيجة منطقية وتتفق مع حقائق التاريخ والثقافة الإسلامية.