السؤال: صف خصائص الصورة التي كونتها المرآة المحدبة الموضحة في الشكل التالي
- الإجابة: الصورة المتكونة تكون وهمية (تقديرية)، معتدلة، مصغّرة، وتقع خلف المرآة في موضع أقرب إليها من الجسم.
شرح الإجابة:
إن السطح العاكس المنحني للخارج في المرآة المحدبة يفرض عليها طبيعة فيزيائية متفردة، فهي تعمل على تفريق الأشعة الضوئية الساقطة عليها بدلاً من تجميعها. هذا السلوك المشتت للضوء هو حجر الزاوية الذي تتأسس عليه كافة سمات الصورة التي تتشكل من خلالها، مما يمنحها خصائص ثابتة ومميزة.
وانطلاقاً من هذا المبدأ، فإن أولى الخصائص الجوهرية للصورة هي أنها وهمية أو كما تُعرف بـ “تقديرية”. فالأشعة المنعكسة عن سطح المرآة لا تلتقي في نقطة حقيقية أمامها، بل تبدو للعين وكأنها منبعثة من نقطة افتراضية تقع خلف المرآة. لهذا السبب، لا يمكن استقبال هذه الصورة على حاجز أو شاشة، بل هي مجرد خيال يتكون في امتداد الأشعة.
وبناءً على كونها صورة تقديرية، فهي بالضرورة معتدلة وغير مقلوبة. فبما أن الأشعة لا تتقاطع تقاطعاً فعلياً، فإن الصورة تحافظ على نفس اتجاه الجسم الأصلي، فيبقى الجزء العلوي من الجسم علوياً في الصورة والجزء السفلي سفلياً، على عكس بعض الصور التي تكونها المرايا المقعرة.
وفضلاً عما سبق، فإن السمة الأكثر شيوعاً هي أن الصورة دائماً ما تكون مصغّرة الحجم. فتشتيت الضوء الذي تقوم به المرآة المفرّقة يؤدي إلى تكوين صورة ذات أبعاد أصغر من أبعاد الجسم الحقيقي، وهي الميزة التي تمنح هذه المرايا مجال رؤية واسعاً وتجعلها مثالية للاستخدام في السيارات لمراقبة الطريق أو في المتاجر لأغراض أمنية.
وكنتيجة حتمية لكل ما تقدم، فإن موقع هذه الصورة له خاصية ثابتة أيضاً، إذ إنها تتكون دوماً في الحيز الواقع خلف المرآة بين قطبها وبؤرتها الوهمية. هذا الأمر يجعل بعد الصورة عن المرآة أقل من بعد الجسم عنها، أي أنها تبدو دائماً أقرب إلى السطح العاكس من الجسم نفسه، بغض النظر عن مدى ابتعاد الجسم.