لماذا سميت عنكبوت الأرملة السوداء بهذا الاسم

السؤال: لماذا سميت عنكبوت الأرملة السوداء بهذا الاسم؟

• الإجابة: اكتسبت هذا الاسم المُميَّز نتيجةً لسببين رئيسيين؛ الأول هو لونها الأسود الفاحم، والثاني هو السلوك الشائع لدى الأنثى والمتمثل في افتراس الذكر بعد عملية التزاوج مباشرةً، مما يجعلها “أرملة”.

شرح الإجابة:

إن تسمية “الأرملة السوداء” ليست مجرد لقب عابر، بل هي وصف دقيق وموجز لأبرز خصائص هذا الكائن. ينقسم الاسم إلى شقين، لكل منهما مرجعيته البيولوجية الواضحة. الشق الأول، “السوداء”، يعود ببساطة إلى اللون الأسود اللامع الذي يغطي جسد الأنثى بالكامل، والذي تتوسطه غالباً علامة حمراء زاهية على شكل ساعة رملية في الجزء السفلي من بطنها، لتكون بمثابة تحذير لوني في عالم الطبيعة.

أما الشق الآخر والأكثر إثارة، وهو “الأرملة”، فينبثق من سلوك تناسلي فريد يُعرف بـ “افتراس الجنس”، حيث تقدم أنثى العنكبوت في كثير من الأحيان على التهام شريكها الذكر بعد إتمام عملية الإخصاب. هذا الفعل، الذي قد يبدو قاسياً، لا ينبع من عدوانية عشوائية، بل يمثل استراتيجية بقاء تضمن تزويد الأنثى بمصدر غذائي غني بالبروتين، وهو أمر حيوي لنمو البيض وضمان نجاح عملية التكاثر ونقل جيناتها إلى الجيل التالي.

ويُعزِّز هذا السلوك المأساوي الفارق الهائل في البنية الجسدية بين الجنسين. إذ إن حجم الذكر بالكاد يصل إلى نصف حجم الأنثى، مما يجعله فريسة سهلة وعاجزاً عن المقاومة أمام شريكته الأضخم والأقوى. يكتمل المشهد المأساوي بالتباين الصارخ في دورة حياة كل منهما؛ فبينما قد تعيش الأنثى لما يقارب ثلاث سنوات، لا يتجاوز متوسط عمر الذكر شهرين على أقصى تقدير، وكأن وجوده قد اقتصر على أداء مهمة التلقيح ثم التحول إلى وجبة مغذية لنسله.

وهكذا، يتضح أن لقب عنكبوت الأرملة السوداء ليس تسمية اعتباطية، بل هو خلاصة مكثفة لحقيقة بيولوجية تجمع بين المظهر الخارجي والسلوك التكاثري. فاللون الأسود يمنحها هويتها البصرية، ولفظ “الأرملة” يخلّد نهايتها الدراماتيكية مع شريكها، لتصبح هذه التسمية واحدة من أكثر الأسماء تعبيراً وإيحاءً في عالم المفصليات.