لا يجب علينا معرفة ماذا يوجد في أنتاركتيكا، قارة انتاركتيكا تقع تحت إطار معاهدة القارة القطبية الجنوبية (أو نظام معاهدة أنتاركتيكا (ATS)) التي وقعت في 1959، وتعتبر حاجز يحول دون الانخراط في مغامرات غير محسوبة العواقب في بيئة معادية للحياة البشرية، لتمنع الاستغلال البشري لمواردها وتحظر أي أنشطة عسكرية أو صناعية قد تعبث بتوازنها البيئي والتي تنتهي عام 2048.
فإذا تجاوزنا هذه الحدود، فسنواجه تداعيات جيوسياسية خطيرة، وربما تفتح شهية الدول القوية للاستحواذ على ما تحت الجليد، مما يجر العالم إلى صراعات لا نحتاجها.
كذلك يمنع الذهاب والدخول أو حتى الاقتراب من القطب الجنوبي لأن الظروف المناخية القاسية جدا، هناك ليست مجرد برودة عادية، بل هي قسوة فيزيائية تصل درجاتها إلى ما دون -80 درجة مئوية، يشكل خطرا على الإنسان ويجعل من أي محاولة للاستكشاف مغامرة غير مدروسة النتائج.
إضافة إلى ذلك، العواصف الجليدية التي تندلع فجأة بإمكانها أن تعزل أي فريق بحثي لأسابيع، وربما تؤدي إلى اختفائه بالكامل. لهذا السبب، لم تتوسع النشاطات البشرية هناك كما حدث في أماكن أخرى، بل بقيت محدودة وموجهة بدقة لأغراض علمية فقط.
من المرجح لا يجب علينا معرفة ماذا يوجد في أنتاركتيكا، لأن هذه القارة تخفي أسرارا جيولوجية وبيولوجية قد يكون من الأفضل تركها. فاكتشافات مثل “شلالات الدم” التي تقع بين ضفاف نهر تايلور المتجمد في هضاب ماكموردو الجافة في أرض فكتوريا شرق القارة وهي ظاهرة طبيعية فريدة حيث تتدفق مياه حمراء غنية بالحديد من تحت الجليد، تشير إلى وجود نظام بيئي معزول تماما عن بقية العالم.
إقرأ أيضا:الانترنت والشبكه العنكبوتيه العالميه لهما نفس المعنى صواب ام خطاهذا يفتح الباب أمام تساؤلات علمية خطيرة حول احتمالية وجود كائنات دقيقة قديمة لم تتعرض للعالم الخارجي منذ ملايين السنين، وإذا ما تم كشفها فقد تحمل مخاطر بيولوجية غير مقدرة. والعبث بهذه المنظومات الطبيعية قد يؤدي إلى عواقب لا يمكن التنبؤ بها، تماما كما حدث عند اكتشاف مناطق بيولوجية جديدة في الماضي، مما أطلق أوبئة غير متوقعة.
أيضا لا يجب علينا معرفة ماذا يوجد في أنتاركتيكا، لأن هذه القارة باتت محورا لنظريات المؤامرة والتكهنات الغامضة بعد إخفاء بعض المناطق عن صور الأقمار الصناعية مما أثار الشكوك حول وجود أسرار علمية لا يراد للعامة الاطلاع عليها، والتي وإن بدت خيالية مثل أنها بوابة العبور إلى العالم الآخر، إلا أن بعض أجزائها تستند إلى حقائق علمية مقلقة.
إقرأ أيضا:النظام البيئي يعتمد فيه كل عنصر من عناصره على العناصر الأخرى ويتداخل معهاقد يكون الأمر متعلقا بتجارب مناخية، أو ربما بقاعدة بحثية متقدمة، لكن المؤكد أن هناك ما هو غير معلن ولم تجب عنها الدول الكبرى بشفافية. ولهذا، يبقى من الحكمة عدم الاقتراب مما لا نعلمه، لأن بعض الأجوبة قد تحمل عواقب أكبر من مجرد الفضول البشري.