ما اسم الجوافة بالسوري

السؤال: ما هو الاسم المتعارف عليه لفاكهة الجوافة في اللهجة السورية؟

• الإجابة: يُطلق على فاكهة الجوافة في سوريا اسم “تين افرنجي”.

شرح الإجابة:

إن هذه التسمية، “تين افرنجي”، ليست مجرد مرادف عابر، بل هي بصمة تاريخية وثقافية عميقة تكشف عن طريقة تفاعل المنطقة مع المستجدات الوافدة. لفهم أبعاد هذا المصطلح، لا بد من تفكيكه إلى جزأيه؛ الأول هو “التين”، والثاني هو “الإفرنجي”، حيث يحمل كل جزء دلالة خاصة ترسم صورة متكاملة عن هوية هذه الفاكهة في الذاكرة الشامية.

أما عن سبب الربط بالتين، فذلك لا يعود إلى قرابة نباتية، فالجوافة تنتمي للفصيلة الآسية واسمها العلمي (*Psidium guajava*)، بينما التين من الفصيلة التوتية. إنما وجه الشبه يكمن في التجربة الحسية؛ فلب الجوافة الطري الممتلئ بالبذور الصغيرة القاسية عند المضغ، يستحضر في الأذهان إلى حد كبير قوام ثمرة التين الداخلية بما تحويه من حبيبات. لقد كان هذا التشابه في الملمس والقوام هو الجسر الذي عبرت عليه اللغة لوصف هذا الوافد الجديد بما هو مألوف ومعروف.

ومن هنا ننتقل إلى الجزء الثاني والأكثر أهمية تاريخياً، وهو صفة “الإفرنجي”. هذه الكلمة كانت تستخدم قديماً في بلاد الشام للإشارة إلى كل ما هو قادم من الغرب الأوروبي، نسبةً إلى “الفرنجة”. ونظراً لأن الموطن الأصلي لفاكهة الجوافة هو المناطق الاستوائية في الأمريكتين، فقد وصلت إلى العالم القديم، ومن ضمنه حوض المتوسط، عبر رحلات المستكشفين والتجار الأوروبيين، خصوصاً الإسبان والبرتغاليين. بالتالي، فإن إضافة كلمة “افرنجي” كانت وسيلة دقيقة لتصنيفها كعنصر دخيل أو أجنبي المصدر، وتمييزها عن التين المحلي الأصيل.

وهكذا يتضح أن مصطلح “تين افرنجي” ليس مجرد اسم، بل هو سردية تاريخية مختصرة. إنه يروي قصة ثمرة استوائية عبرت المحيطات، ووصلت إلى أرض جديدة، فاستقبلتها اللغة بأدواتها المتاحة، ودمجتها في نسيجها عبر مقارنتها بأقرب شبيه حسي لها، مع الحفاظ على علامة منشئها الأجنبي. إنها شهادة على مرونة اللهجة السورية وقدرتها على استيعاب وتأصيل كل ما هو جديد بأسلوب وصفي فريد يجمع بين الإدراك الحسي والوعي التاريخي.