السؤال: ما الذي يحافظ على القمر الاصطناعي فوقنا وضح ذلك
- الإجابة: سرعته الهائلة هي العامل الحاسم، فهو في حالة سقوط مستمر باتجاه الأرض لكنه لا يصطدم بها أبداً.
شرح الإجابة:
قد تبدو الإجابة محيرة، فكيف لشيء يسقط باستمرار أن يظل معلقاً في السماء؟ السر يكمن في التفاعل الدقيق بين قوتين أساسيتين: قوة الجذب الأرضي وسرعة الانطلاق الأفقية الهائلة للقمر الاصطناعي. فالجاذبية تسحبه نحو الأسفل باستمرار، تماماً كما تسحب أي جسم تقذفه في الهواء.
لكن، وهنا يكمن جوهر المسألة، يتم إطلاق القمر الاصطناعي بسرعة أفقية خارقة، موازية لسطح الكوكب. هذه السرعة تجعله يندفع إلى الأمام لمسافة شاسعة في كل لحظة. وفي نفس تلك اللحظة التي يسقط فيها قليلاً نحو الأرض بفعل الجاذبية، يكون قد تحرك أفقياً لمسافة كافية بحيث أن سطح الأرض نفسه يكون قد انحنى إلى الأسفل بعيداً عنه.
وبالتالي، فإن ما يحدث هو حالة فريدة من السقوط الحر الدائم. القمر الاصطناعي يسقط، ولكن سرعته الأمامية تجعله “يخطئ” الهدف، وهو سطح الأرض، بشكل متواصل. إنه يتبع مساراً منحنياً يطابق تماماً انحناء كوكبنا، فينتج عن هذا التوازن الدقيق بين السقوط إلى الأسفل والاندفاع إلى الأمام ما نعرفه بالمدار.
خلاصة القول هي أن القمر الاصطناعي لا يسبح في الفضاء متجاهلاً الجاذبية، بل هو يصارعها وينحني لها في رقصة كونية متوازنة. زخمه الحركي الهائل الذي اكتسبه من صاروخ الإطلاق يمنعه من الارتطام، وقوة سحب الكوكب تمنعه من الانفلات إلى الفضاء السحيق، فيبقى عالقاً في مداره يخدم الأغراض التي صُنع من أجلها.
إقرأ أيضا:ما اسم الدرع التي كان ثمنها مهراً للسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام