مناهج المملكة العربية السعودية

ما المُسمَّى الذي يُطلَق على عملية تحليل ومعالجة وفهم الحاسوب للغة البشرية من خلال النصوص؟

إجابة مباشرة على سؤال الطالب:

ما المُسمَّى الذي يُطلَق على عملية تحليل ومعالجة وفهم الحاسوب للغة البشرية من خلال النصوص؟

الجواب: معالجة اللغات الطبيعية (Natural Language Processing – NLP).

إذا فكرنا قليلًا في حياتنا اليومية، سنجد أننا نتعامل مع الحاسوب والهواتف والأجهزة الذكية باستمرار من دون أن ننتبه.

لكن هل تساءلت يومًا كيف تفهم هذه الأجهزة الكلام الذي نكتبه أو نقوله؟ هنا يأتي دور معالجة اللغة الطبيعية، وهي العملية التي تمكّن الحاسوب من تحليل النصوص وفهم قصدنا بدقة.

في هذا المقال، سنستعرض مفهوم معالجة اللغة الطبيعية كيفية عملها، وأهم التطبيقات المستخدمة في حياتنا اليومية.

ما هو معالجة اللغة الطبيعية؟

الموضوع ببساطة يتحدث عن فرع من علوم الحاسوب يحاول أن يجعل الجهاز “يفهم” كلام البشر كما يُقال أو يُكتب. أي بدلاً من أن تتعامل الآلة مع أوامر برمجية جامدة ومعقدة، أصبحت قادرة على تفسير جملة عادية وتدرك المقصود منها.

الفكرة ليست مجرد أن تعطي أوامر، بل هو يقوم بتحليل الكلمة، ويرى علاقتها بالجملة، ويربطها بالسياق، ثم يحاول أن يستخلص المعنى الصحيح.

تخيّل مثلاً أنك تكتب “أريد أن أستمع إلى موسيقى هادئة”، فهو لا يقرأ كلمات فحسب، إنما يستنتج أنك ترغب في أن يفتح لك قائمة تشغيل مناسبة.

إقرأ أيضا:حل لغز مر جماعة على امرأه تكلم رجلاً فسألوها من يكون هذا فأجابتهم مالكم ومالي أخو زوجي يكون عمه فمن يكون

المجال هذا يجمع بين أكثر من تخصص: الذكاء الاصطناعي، والرياضيات، واللغويات.

والغاية أن تكون للآلة “قدرة” على التفاعل مع طريقة البشر في التعبير. وما يميّزه أنك تجده مستخدماً في كل مكان حولك من غير أن تشعر مثل المساعد الصوتي في الهاتف، البحث في جوجل، أو حتى ترجمة النصوص.

التحدي الكبير الذي يتعامل معه أن اللغة البشرية مليئة بالتعقيد. مثلا كلمة قد تحمل معاني مختلفة حسب الموقف، أو جملة فيها لهجة، أو حتى غموض في التعبير. ومع ذلك، التطور في الخوارزميات جعله يقطع شوطاً كبيراً في أن يقترب من طريقة تفكيرنا.

إذن نستطيع أن نقول باختصار أن تعريف معالجة اللغات الطبيعية انها الجسر الذي يجعل الإنسان يتواصل مع الآلة دون أن يتعلم “لغة الحاسوب”، بل على العكس، هو الذي يحاول أن يتعلم لغتنا.

كيف يعمل تحليل اللغة الطبيعية؟

هو في الأساس عملية معقدة تسير على خطوات كثيرة متتابعة. أول ما يتعامل مع النص نفسه، يُقسَّم إلى جمل وكلمات، ويُنقَّى من أي رموز أو عناصر لا قيمة لها. بعد ذلك يبدأ يحدد كل كلمة هذه نوعها: فعل، اسم، ظرف… وهكذا. هذا يجعله يبني صورة أوضح عن التركيب.

المرحلة التي تليها يحاول أن يربط الكلمات هذه ببعضها، يرى ما معنى الجملة، وكيف يؤثر السياق على التفسير.

إقرأ أيضا:قراءة بطاقة المعلومات الغذائية تساعد على الوقاية من الأمراض

مثلاً كلمة “عين” إذا جاءت في نص عن الجغرافيا سيفهم أنها نبع ماء، وإذا جاءت في نص طبي سيعتبرها عضواً بصرياً. هذا معناه أنه لا يعتمد على الكلمة وحدها، لكنه ينظر إلى علاقتها بكل ما حولها.

كذلك في طبقة أعمق، هو يحاول أن يفهم المشاعر التي وراء النص: هل الكلام إيجابي، سلبي، أم محايد. وهذه ميزة تجعله يُستخدم في تحليل آراء الناس على وسائل التواصل الاجتماعي أو تقييم المنتجات.

الخوارزميات التي بداخله تعمل بنماذج إحصائية أو شبكات عصبية. هذه تتعلم من ملايين الأمثلة، وكلما تغذت على بيانات أكثر، ازدادت دقتها. الفكرة أنه يمزج بين القواعد اللغوية والمنطق الرياضي ليصل إلى نتيجة أقرب إلى فهم الإنسان.

إذن نستطيع أن نقول إن العملية هذه سلسلة خطوات: تنظيف، تقسيم، تصنيف، ربط، وتفسير. وكل مرحلة تُبنى على التي قبلها حتى يصل في النهاية إلى فهم شبه بشري.

تطبيقات معالجة اللغة الطبيعية في الحاسوب

إذا نظرنا حولنا، سنجد أن معالجة اللغة الطبيعية مستخدمة في كل مكان تقريبًا، ولا يمر يوم دون أن نصادفها في حياتنا اليومية.

1. تصنيف البريد الإلكتروني

تستطيع الآلة التمييز بين الرسائل المهمة والبريد المزعج، مما يتيح توجيه الرسائل تلقائيًا إلى الصندوق المناسب. بمعنى آخر، هي لا تقرأ الكلمات فحسب، وتفهم السياق أيضا وتقرر ما إذا كانت الرسالة تحتاج إلى تدخلك أم لا.

إقرأ أيضا:تقاس درجة الحرارة بالترمومتر

2. تلخيص المقالات تلقائيًا

تخيل وجود تقرير طويل أو مقالة كبيرة؛ بدلاً من قراءة كل كلمة، تستطيع الآلة استخراج النقاط الأساسية. فهي تحلل النصوص، تحدد الأفكار الرئيسية، وترتبها بطريقة مختصرة وسهلة. هذا لا يوفر الوقت فحسب، بل يجعل المعلومات أكثر وضوحًا وفهمًا.

3. تحسين نتائج البحث

عندما تبحث عن شيء في محرك البحث، لا يطابق المحرك الكلمات فقط، إنما يحاول فهم قصدك. ينظر إلى الكلمات المحيطة، والسياق، وحتى الأسئلة المرتبطة. هذا يعني أنه مع كل استخدام للبحث، تصبح النتائج أقرب إلى ما تريد.

4. المساعدات الصوتية

مثل سيري أو أليكسا، عندما تقول “شغّل لي موسيقى هادئة”، لا تنفذ الآلة الأمر حرفيًا فحسب، بل تستنتج قصدك من الكلمات والسياق. فهي تحلل الجملة بالكامل، تفهم المطلوب، وتختار الأنسب.

5. تحليل المشاعر

في وسائل التواصل الاجتماعي أو تقييم المنتجات، تستطيع الآلة تحديد ما إذا كان الكلام إيجابيًا، سلبيًا، أم محايدًا. أي أنها لا تحلل النصوص فقط، بل تدرك المشاعر الكامنة وراءها.

باختصار، توضح هذه التطبيقات أن معالجة اللغة الطبيعية لا تكتفي بقراءة النصوص، بل تفهمها، تفسرها، وتتفاعل بناءً على السياق والمعنى. كل مرحلة في العملية مبنية على التي قبلها، مما يخلق نتائج أقرب إلى طريقة تفكير البشر.

خاتمة

إذا نظرنا إلى كل ما تم عرضه، سيتضح لك أن معالجة اللغة الطبيعية ليست مجرد اسم أو فكرة نظرية، بل هي بالفعل الآلية التي تمكّن الحاسوب من فهم كلام البشر وتحليله والتعامل معه بطريقة ذكية. فهي لا تقتصر على قراءة الكلمات فحسب، بل تقوم بتحليلها، وربطها بالسياق، واستنتاج المعنى الكامن وراءها.

ما يجعل هذا المجال مهمًا هو أنه يربط الإنسان بالآلة بطريقة طبيعية، دون الحاجة لتعلم لغة الحاسوب، وهذا ما يجعل جميع التطبيقات التي استعرضناها ممكنة: من تصنيف الرسائل، إلى تلخيص النصوص، وتحليل المشاعر، وصولاً إلى تنفيذ الأوامر الصوتية بدقة.

في النهاية، يمكننا القول بكل ثقة إن الإجابة على هذا السؤال هي: معالجة اللغة الطبيعية هي المُسمَّى الذي يُطلَق على عملية تحليل ومعالجة وفهم الحاسوب للغة البشرية من خلال النصوص، وكل مرحلة فيها مبنية على التي قبلها للوصول إلى نتيجة قريبة من طريقة تفكير الإنسان.

السابق
معنى كلمة جدع بالمصري
التالي
استعمل PQRS المبين جانبا لإيجاد كل مما يأتي

اترك تعليقاً