ما هو اسم السماق في تونس

السؤال: ما هو اسم السماق في تونس؟

• الإجابة: يُعرف نبات السماق في الجمهورية التونسية، وضمن اللهجة المحلية، باسم “الحب الأحمر”.

شرح الإجابة:

إن التسمية المتداولة لنبات السماق في القطر التونسي بـ “الحب الأحمر” ليست وليدة الصدفة، بل هي انعكاس دقيق وبليغ لخصائص الثمرة ذاتها. فهذه الشجيرة، التي تنتمي علمياً للفصيلة البطمية وتُعرف عالمياً بالجنس النباتي Rhus، تنتج عناقيد من الثمار الصغيرة كروية الشكل، والتي عند نضوجها تكتسي لوناً أحمر قانياً أو قرمزياً فاقعاً، وتبدو للناظر كأنها حبات أو بذور متراصة، ومن هنا جاءت هذه التسمية المحلية التي تجمع بين شكلها “الحب” ولونها “الأحمر”.

وينتقل بنا هذا الوصف الشكلي إلى الأثر الجوهري لهذا البهار في المائدة التونسية. فالحب الأحمر ليس مجرد لون، بل هو نكهة أساسية تضفي طعماً حامضياً منعشاً يذكرنا بالليمون، لكن بعمق ترابي مميز. يُستخدم مسحوق هذه الثمار المجففة كتوابل رئيسية في العديد من الأطباق، حيث يمنح اللحوم المشوية طبقة نكهة لاذعة تكسر حدة الدسم، كما يُنثر على السلطات لإيقاظ مذاقها، ويدخل في تركيب خلطات بهارات متنوعة تمنح المطبخ التونسي بصمته الفريدة.

وعلى صعيد آخر، فإن هذه التسمية المحلية “الحب الأحمر” تكتسب خصوصيتها عند مقارنتها بالاسم الشائع في مناطق أخرى من العالم العربي، خصوصاً في بلاد الشام ومصر والعراق، حيث يُعرف النبات باسمه التاريخي الأشهر “السماق”. هذا الاختلاف في المسميات بين الأقطار هو ظاهرة لغوية وثقافية صحية، تبرهن على أن هوية النبات لا تكمن في اسمه العلمي فقط، بل تتشكل أيضاً من خلال تفاعل الإنسان معه في بيئته المحلية، وتوظيفه له في حياته اليومية، مما ينتج عنه مفردات خاصة تعبر عن تلك العلاقة المتفردة.

وخلاصة القول، فإن مصطلح “الحب الأحمر” في تونس هو أكثر من مجرد مرادف لكلمة “سماق”؛ إنه هوية ثقافية ومطبخية تلخص في كلمتين شكل الثمرة ولونها وطبيعتها، وتربطها مباشرةً بدورها المحوري في التراث الغذائي التونسي، كعنصر لا غنى عنه يضيف بعداً من الحموضة والنكهة العميقة التي تميز أطباقه الأصيلة.