ماذا لو تعطلت الاقمار الصناعية التي تدور في الفضاء فجأة، فإننا سنواجه أزمة عالمية غير مسبوقة، تمس كافة مناحي الحياة المعاصرة. أولًا، ستنهار أنظمة الملاحة الجوية والبحرية والبرية، مما يؤدي إلى فوضى في حركة الطيران والشحن الدولي، ناهيك عن توقف خدمات تحديد المواقع GPS، والتي يعتمد عليها مليارات البشر يوميا.
إضافةً إلى ذلك، فإن أنظمة الاتصالات التي تربط العالم ببعضه ستتعطل، ما يعني انقطاع الإنترنت في المناطق النائية، وتوقف البث الفضائي بالكامل.
الأسواق المالية، التي تعتمد على التوقيت الدقيق في عمليات التداول، ستشهد انهيارات مفاجئة، وسيكون لذلك تبعات كارثية على الاقتصاد العالمي.
أما أنظمة الأرصاد الجوية، فلن تكون قادرة على التنبؤ بالأعاصير والكوارث الطبيعية، مما يضع البشرية أمام مخاطر غير محسوبة.
من ناحية أخرى، فإن المؤسسات الأمنية والعسكرية ستكون في حالة شلل تام، إذ تعتمد على الأقمار الصناعية في الاستطلاع والمراقبة والاستخبارات، ما يخلق فراغا أمنيا خطيرًا.
كذلك، لو تعطلت الاقمار الصناعية التي تدور في الفضاء سنفقد القدرة على مراقبة الكويكبات والمركبات الفضائية هذا يعني أن الأرض ستكون معرّضة لخطر الاصطدام دون سابق إنذار. حتى الأنظمة المصرفية والخدمات اللوجستية ستتأثر بشكل مباشر، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع وخلق حالة من الاضطراب الاقتصادي بسبب تعطل سلاسل التوريد.
هذه الأزمة، في جوهرها، تكشف مدى هشاشة الحضارة الحديثة، ومدى ارتهانها للتكنولوجيا الفضائية، مما يطرح تساؤلا وجوديا حول البدائل المتاحة في حال حدثت مثل هذه الكارثة..
إقرأ أيضا:لماذا تسمى الكربوهيدرات مائيه الكربون