مناهج المملكة العربية السعودية

ماذا لو توقف الإنسان والعصافير والنمل والنحل عن العمل؟

إجابة سؤال: ماذا لو توقف الإنسان والعصافير والنمل والنحل عن العمل؟

  • الجواب: لو توقف الإنسان والعصافير والنمل والنحل عن العمل ستتعطّل منظومة الحياة برمّتها في سلسلة أحداث سريعة تقود إلى فوضى بيئية‑اجتماعية‑اقتصادية لا يستطيع الكوكب تحمّلها.

شرح الإجابة :

عندما يمتنع البشر عن أداء وظائفهم تتوقّف محطات الماء والكهرباء، فلا ضوء ليلًا ولا صنبور يروي عطشًا، وتتعطّل سلاسل الإمداد فتختفي الأدوية والخبز من الرفوف، بينما تتكدّس النفايات في الشوارع لأنّ عُمّال النظافة غابوا. في اللحظة نفسها يعجز المزارعون عن حصاد القمح، ويتجمّد الأطباء في بيوتهم، فتزداد الحوادث بلا إسعاف، وتنهار المدارس بلا معلمين؛ وهكذا يبهت وجه الحضارة لأنّ العضلات والعقول الّتي تحركها توقّفت فجأة.

غياب العصافير يطلق العنان لجيوش الحشرات التي كانت الطيور تضبط أعدادها بطبيعتها المفترِسة؛ يأكل الجراد الأوراق الخضراء، فتبدو الحقول كالأرض بعد حريق. ومع عدم قيام الطيور بنثر البذور خلال ترحالها يقلّ تجديد الغابات، فتنكمش المساحات الخضراء، ويقل الأكسجين شيئًا فشيئًا، وتزداد الحرارة لأنّ الظل اختفى.

أما النحل فإذا كفّ عن الطيران فلن يحدث التلقيح في ملايين الأزهار، فتفشل أشجار الفاكهة في الإثمار، وتجفّ مزارع الخضار، فيرتفع سعر الطعام قبل أن يندر؛ عندئذ يواجه العالم أزمة الأمن الغذائي، ويظهر الجوع في مدنٍ كانت تعتقد أنّ رفاهها مضمون.

إقرأ أيضا:الفترة التي يقضيها الجنين داخل الرحم يعبر عن مصطلح

النمل بدوره مهندس التربة؛ حين يتوقّف، تختنق الأرض لأنّ أنفاقه الصغيرة كانت تسمح للهواء والماء بالانسياب، وتقل العضوية المتحلّلة التي يخلطها مع الرمل؛ فينهار بناء التربة الخصبة، ويتراجع إنتاج الحبوب، فيدور الاقتصاد حول نفسه بلا وقود زراعي جديد.

كلُّ هذا يضعف التوازن البيئي ويهدّد التنوع الحيوي؛ فحيوانات كثيرة تعتمد على العصافير أو النحل في غذائها، ومع ضياع المصدر ينشأ خطر انقراض الأنواع، فتتفكك الشبكة الغذائية، وينفرط عقد الحياة البرية قطعة بعد قطعة. بالتوازي، يتحوّل الطعام الفائض في القمامة غير المرفوعة إلى بيئة مثالية للجراثيم، فتتفشّى الأمراض الوبائية بلا مستشفيات قادرة على احتوائها.

ومع توقف الكائنات عن العمل واستمرار الانهيار حينها ستلجأ المجتمعات إلى الحلول المؤقتة؛ قد تُستخدم الروبوتات لضخ المياه أو مروحيات لرشّ حبوب اللقاح صناعيًّا، لكن كلفة هذه البدائل الباهظة تلتهم الموارد بينما يبقى الخطر المناخي قائمًا؛ فاختفاء الغابات يُضعف امتصاص ثاني أكسيد الكربون، فيتسارع الاحتباس الحراري، ويُجهد البحث عن الطاقة المتجددة ليعوّض الوقود الأحفوري الذي لم يعد أحد يستخرجه أو يكرّره.

إقرأ أيضا:الفترة التي يقضيها الجنين داخل الرحم يعبر عن مصطلح
السابق
المال الذي تحصله الدولة من الأشخاص أو المؤسسات و الشركات لدعم المجتمع و خدمته هي

اترك تعليقاً