مناهج المملكة العربية السعودية

من الغيبة مناداة سالم لزميله عمر الضعيف في دراسته بالمتفوق إحراجا له عند زملائه

حل سؤال: من الغيبة مناداة سالم لزميله عمر الضعيف في دراسته بالمتفوق إحراجا له عند زملائه صواب خطأ

  • الجواب: صواب. ما فعله سالم يُعد غيبة لأنه قصد السخرية من عمر أمام الآخرين بذكر صفةٍ يكرهها، وهي ضعفه الدراسي، على وجه التنقّص والاستهزاء.

شرح الإجابة:

الغيبة لا تقتصر فقط على ذكر عيوب الآخرين في غيابهم، بل تشمل كذلك التلميح أو التظاهر بالإطراء بهدف الإساءة الخفيّة، كما فعل سالم عندما أطلق على عمر لقب “المتفوق” وهو يعلم أن زملاءه يدركون ضعف مستواه. هذا الأسلوب يوصل رسائل ساخرة ويهدف إلى التقليل من شأنه، وهو ما يُشعر عمر بـالحرج النفسي ويُعرّضه لنظرات الشفقة أو السخرية.

في الشريعة الإسلامية، الغيبة تعرف بأنها “ذكرك أخاك بما يكره ولو لم يكن حاضرًا”، وهذا يشمل الإيماء، التلميح، والتهكم. لذلك فإن أسلوب سالم لم يكن دعابة بريئة بل إيذاءً معنويًا مقصودًا يدخل في باب الغيبة.

ما قام به سالم لا يخالف فقط المبادئ الأخلاقية، بل يخلّف آثارًا اجتماعية خطيرة. فهو يُسهم في زعزعة الثقة بالنفس لدى عمر، ويخلق بيئة مدرسية غير آمنة مبنية على التحقير والتمييز بدلًا من الاحترام والدعم.

كما أن هذا السلوك يشجع الآخرين على الاستهانة بالضعفاء، ويزرع في المجتمع الدراسي ثقافة التنمّر المقنّع الذي يتخفى في صورة مداعبة، بينما هو في جوهره نوع من الإقصاء والنبذ.

إقرأ أيضا:عمل الإنسان للطاعة من أسباب النجاة من النار. صواب خطأ

من المهم في بيئة التعليم تعزيز قيم التقدير والتشجيع، فكل طالب يمتلك قدرات مختلفة، والواجب أن تُحترم تلك الفروق دون سخرية أو مقارنة. وهذا ما يخلّ به تصرف سالم، إذ استخدم كلمات معكوسة تحمل معنى مضادًا لما تظهره، بهدف إيلام الآخر بطريقة غير مباشرة.

التمييز بين الدعابة البريئة والتهكّم المغلّف ضروري، خاصة في مرحلة عمرية صغيرة، حيث تتشكّل فيها الهوية النفسية وتزداد حساسية الطالب تجاه نظرة زملائه.

لذلك ينبغي على الجميع، ومنهم سالم، أن يدركوا أن احترام الآخرين لا يتجزأ، وأن النيّة الخفيّة تظهر دائمًا في أثر الكلمة، حتى لو كانت مغلّفة بابتسامة.

الغيبة قد تقع بكلمة، بتلميح، أو بلقب مستعار يُراد به الاستهزاء، كما ورد في قول الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾.

فهذا النهي يشمل ما فعله سالم، إذ جعل من اللقب وسيلة للإحراج أمام المجموعة، لا وسيلة للتشجيع أو الدعم.

إقرأ أيضا:علامة الرفع لجمع التكسير هي الضمة صواب خطأ

في النهاية، احترام مشاعر الآخرين لا يتطلب جهدًا خارقًا، بل يحتاج إلى وعيٍ أخلاقي وحسّ إنساني، وهذا ما غاب عن سالم لحظة إطلاقه لتلك الكلمة التي، وإن بدت في ظاهرها مدحًا، إلا أنها طعنت في العمق.

أذن:

  • السؤال: من الغيبة مناداة سالم لزميله عمر الضعيف في دراسته بالمتفوق إحراجا له عند زملائه بيت العلم.
  • الجواب النموذجي: صواب.
السابق
يُعد مسك المضرب الخطوة الأولى لإتقان مهارات الريشة الطائرة
التالي
السنتمتر وحدة قياس أكبر من الملمتر وأصغر من المتر . فهل ما قالته فاطمة صواب أم خطأ

اترك تعليقاً