إجابة سؤال: من الوسائل المشروعة في محاربة الغش أن يربأ الطالب بنفسه عن هذه المعصية وطرقها. صواب خطأ
- الجواب: صواب.
شرح الإجابة:
إن مقولة أن يربأ الطالب بنفسه عن الغش وطرق الوصول إليه تُعد حجر الزاوية في محاربة هذه الظاهرة السلبية، بل هي الأساس الذي تُبنى عليه كافة الوسائل الأخرى. فالنضال ضد الغش يبدأ من الداخل، من خلال ترسيخ قيم الأمانة والنزاهة الأكاديمية في نفس الطالب. عندما يستشعر الفرد بمسؤوليته تجاه علمه ومستقبله، ويدرك أن التحصيل العلمي الحقيقي يعتمد على الاجتهاد والمثابرة الشخصية، يصبح لديه الوازع الديني والضمير الحي الذي يمنعه من سلوك دروب الغش الملتوية، مهما كانت الإغراءات أو الدوافع المحيطة.
إن بناء الثقة بالنفس لدى الطالب يلعب دوراً محورياً هنا؛ فالطالب الواثق بقدراته لا يرى حاجة للجوء إلى الغش، لأنه يثق في أن الجهد المبذول سيؤتي ثماره عاجلاً أم آجلاً. وهذا يتطلب بيئة تعليمية داعمة تشجع على التعلم الذاتي وتقدّر العمل الجاد لا مجرد النتائج السطحية. تترابط هذه العوامل لتشكل درعاً واقياً يحمي الطالب من الوقوع في فخ الغش، الذي لا يضر فقط بتحصيله العلمي، بل يمتد ليؤثر سلباً على بناء شخصيته وقيمه المستقبلية، ويُضعف دوره المحتمل في خدمة المجتمع.
علاوة على ذلك، فإن إدراك الطالب بأن الغش ليس مجرد مخالفة لأنظمة المدرسة، بل هو تجاوز أخلاقي وديني يتعارض مع القيم الإسلامية التي تحث على الصدق والبركة في الرزق والعلم النافع، يعمق لديه قناعة بضرورة الابتعاد عنه. هذا الوعي يشكل دافعاً قوياً من داخله لمقاومة أي إغراء بالغش، ليس خوفاً من العقاب الدنيوي فحسب، بل استشعاراً للمسؤولية الذاتية أمام الله تعالى وما ينتظره في اليوم الآخر. إن تضافر هذه العوامل الداخلية والخارجية، مع التركيز الأساسي على تربية النفس وتهذيبها، هو السبيل الأمثل لمواجهة الغش بفعالية.
إقرأ أيضا:بحث يجري لدراسة أسباب ثقب الأوزن من أجل المعرفة