إجابة سؤال: من ترك الطواف أو السعي لم تتم عمرته حتى يطوف ويسعى. صواب خطأ
- الجواب: صواب. من ترك الطواف أو السعي فإن عمرته لا تكتمل، ولا تصح إلا بإتمامهما.
شرح الإجابة:
العمرة عبادة تتكوّن من أركان أساسية لا يصح أداء النسك بدونها، وأهم هذه الأركان الإحرام، الطواف بالبيت الحرام، والسعي بين الصفا والمروة، وكل ركن منها مرتبط ارتباطا مباشرا بتحقيق المعنى الكامل للعمرة، لذلك فإن من ترك أحد هذه الأركان، خصوصا الطواف أو السعي، فقد أخلّ بجوهر العبادة، فلا تكتمل عمرته إلا بإتمام ما فاته من هذه الأركان، ويجب عليه العَود إليها متى تيسر ذلك.
الطواف حول الكعبة يُمثل التقرب المكاني والروحي إلى بيت الله، وهو عبادة تشمل ذكر الله والتواضع والانقياد الكامل لأوامره، ولا يمكن تعويضه بأي فعل آخر، فكل شوط من الأشواط السبعة يُعد خطوة نحو تحقيق الخشوع والارتباط بالمكان المقدس. أما السعي، فهو استحضار لقصة عظيمة في التاريخ الإسلامي، قصة سعي هاجر بين الصفا والمروة بحثا عن الماء، وهو فعل يجمع بين الإيمان والصبر والثقة بالله، ويتطلب الالتزام بأدائه كما حدده الشرع.
إقرأ أيضا:وضع نتائج التجربة في جدول ورسمها بيانياً يسمى تحليل البياناتوقد أجمع الفقهاء من مختلف المدارس الفقهية على أن الطواف والسعي ركنان لا يسقطان بالنسيان أو الجهل، ولا يقوم مقامهما أي بديل رمزي، ويُشترط ترتيبهما الصحيح، فالسعي لا يصح قبل الطواف، ومن بدأ بالسعي دون طواف، لزمه إعادة السعي بعد الطواف.
إضافة إلى ذلك، فإن من قصد العمرة ولبّى بنيّة الإحرام، فقد دخل في نسك يلتزم فيه بعدد من الضوابط الشرعية، وترك أحد الأركان يُعتبر خللاً جوهرياً في النية والتنفيذ، ولا يمكن تصحيح ذلك إلا بالرجوع وإتمام ما تركه، كما لا يُقبل منه التحلل من الإحرام حتى يؤدي ما عليه من طواف وسعي. وإن طال الزمن أو عاد إلى بلده، فعليه أن يرجع ويُكمل عمرته، لأنها ما تزال قائمة في ذمّته.
إقرأ أيضا:من مبادئ إدارة النفايات الرقمية زيادة استهلاك المعدات الرقمية والكهربائيةيتضح من ذلك أن الطواف والسعي ليسا مجرد شعائر اختيارية، بل هما شرطا صحة للعمرة، وقد نصت على ذلك نصوص قرآنية وأحاديث نبوية وأقوال العلماء، مما يجعل ترك أحدهما سبباً في عدم قبول العمرة، مهما أخلص المسلم في باقي أفعالها، فالعبادة لا تقبل إلا كاملة، كما أرادها الله، وبالترتيب والمكان والهيئة التي شرعها.