من يرث الرجل الغير متزوج

السؤال: من يرث الرجل الغير متزوج؟

شرح الإجابة:

إن توزيع التركة ليس مسألة عشوائية أو خاضعة للأهواء، بل هو نظام دقيق ومحكم في الفقه الإسلامي، يقوم على مبادئ واضحة تحدد الأنصبة بناءً على درجة القرابة من المتوفى. وفي حالة الرجل الذي لم يتزوج، فإن غياب الزوجة والأبناء، وهم أقرب الورثة، ينقلنا مباشرة إلى دوائر أخرى من العائلة لفهم من سيستحق الميراث.

من هذا المنطلق، فإن أول ما يُنظر إليه بعد غياب الزوجة والأبناء هو وجود الأصول (الآباء والأجداد) والحواشي (الإخوة وأبناؤهم). يقوم نظام الميراث على قاعدة جوهرية وهي أن القريب الأقرب يحجب القريب الأبعد. وبما أن المتوفى في هذه الحالة لا يملك فروعاً (أبناء)، فإن النظر يتجه صعوداً إلى أصوله، وتحديداً الأب، ثم أفقياً إلى حواشيه، وهم الإخوة.

وهنا يتجلى الشرط الأول والحاسم، وهو حياة الأب. فالأب له منزلة قوية جداً في الإرث، ووجوده على قيد الحياة يمنع الإخوة تماماً من الميراث، حيث إنه يُعتبر أقرب عصبة للمتوفى في هذه الحالة ويستأثر بالتركة (في حال عدم وجود أصحاب فروض آخرين كالأم). لذا، فإن الخطوة الأولى للقول بأن الإخوة يرثون هي التأكد من وفاة الأب قبل الابن.

أما الشرط الثاني، فيتعلق بما يُعرف بـ الفرع الوارث الذكر، والمقصود به ببساطة هو وجود ابن للمتوفى، أو ابن ابن، وهكذا نزولاً في خط الذكور. فحتى لو كان الرجل غير متزوج، قد يكون له ابن من علاقة سابقة تم إثبات نسبه شرعاً. إن وجود هذا الابن يغير خريطة الميراث بالكامل، لأنه يصبح هو الوارث الأساسي ويحجب الإخوة تماماً عن التركة، لأنه أقرب درجة إلى أبيه منهم.

خلاصة القول، عندما تتظافر هذه الظروف مجتمعةً: رجل توفي دون أن يترك خلفه زوجة، ودون أن يكون له فرع وارث من الذكور، وكان أبوه قد توفي قبله، حينئذٍ فقط، تنتقل التركة بشكل مباشر إلى إخوته، ليصبحوا هم الورثة الأساسيون ويقتسمونها وفقاً لقواعد محددة تفصل بين قوة قرابة الإخوة الأشقاء أو الإخوة لأب.