إجابة سؤال: يتغير البعد البؤري لعدسة العين عندما تنقبض، أو تنبسط العضلات المحيطة بالعين صواب خطأ
- الجواب: العبارة صواب.
لماذا الإجابة “صواب”
العين البشرية عضوٌ استثنائيٌّ ومتطورٌ للغاية، يُقارن غالبًا بكاميرا مُعدّلة بدقة. فكما تستخدم الكاميرا عدسةً شفافةً لجمع الضوء وتركيزه على مُستشعر أو فيلم لإنتاج صورٍ واضحة، تستخدم العين البشرية عدسةً شفافةً ومرنةً لتركيز الضوء الوارد على شبكية العين، وهي النسيج الحساس للضوء في الجزء الخلفي من العين.
تُمكّننا هذه العملية من إدراك العالم بتفاصيل دقيقة وألوان زاهية. فالبعد البؤري لعدسة العين ليس ثابتًا؛ بل يتكيف تلقائيًا من خلال عمليةٍ رائعة تُعرف باسم “التكيف البصري”. يُمكّننا هذا التكيف من رؤية الأشياء على مسافاتٍ مُختلفة بوضوحٍ وسهولة، دون جهدٍ واعي.
عندما نُحوّل نظرنا من جبلٍ بعيدٍ إلى كتابٍ قريب، تحدث سلسلةٌ مُعقدةٌ ولكن مُتكاملةٌ من العمليات داخل عيننا. للرؤية عن قُرب، تنقبض العضلات الهدبية المُحيطة بالعدسة. يُؤدي هذا الانقباض إلى أن تُصبح العدسة أكثر تحدبًا، أو أكثر استدارةً، مما يزيد من قدرتها الانكسارية.
نتيجةً لذلك، تُثني العدسة أشعة الضوء بشكل أكثر حدةً بحيث تتجمع بدقة على شبكية العين، مُكوّنةً صورةً واضحةً ومركزةً للجسم القريب.
على العكس، عند النظر إلى الأجسام البعيدة، تسترخي هذه العضلات الهدبية، مما يسمح للعدسة بالتسطيح وتقليل قدرتها على الانكسار. يُقلل هذا التسطيح للعدسة من قدرتها على التركيز، مما يضمن توجيه أشعة الضوء البعيدة بدقة إلى شبكية العين، مُنتجًا صورةً حادة.
يحدث هذا النظام الدقيق من التعديلات بسرعةٍ مذهلة، غالبًا في جزءٍ من الثانية، مما يسمح لنا بتحويل نظرنا بسرعةٍ من قراءة كتاب إلى التحديق في جبلٍ أو أفقٍ بعيد.
يضمن هذا العمل المنسق للعضلات الهدبية والألياف المعلقة والعدسة نفسها بقاء رؤيتنا حادةً، مما يمنع التشويش مهما كانت المسافة. فعندما تعمل هذه العملية بشكل صحيح، تُوفر لنا أعيننا رؤيةً واضحةً ومُفصلةً في جميع المواقف تقريبًا.
ومع ذلك، إذا فشلت هذه العملية – بسبب ضعف العضلات الهدبية، أو عدم انتظام شكل العدسة، أو مشاكل أخرى – فقد تظهر مشاكل بصرية، مثل قصر النظر، حيث تبدو الأشياء البعيدة ضبابية، أو طول النظر، حيث يصعب رؤية الأشياء القريبة بوضوح.