إجابة سؤال: يعتبر يوم عرفة وهو اليوم التاسع من ذي الحجة من أعظم الأيام، فيشرع فيه للحاج الإكثار من؟
- الجواب: الدعاء.
شرح الإجابة:
يوم عرفة هو من الأيام التي عظّمها الشرع وأعلى مكانتها بين سائر أيام السنة، حيث يقف الحجاج على جبل عرفات متضرعين إلى الله. في هذا اليوم، يُستحب الإكثار من الدعاء الخاشع والتوسل الصادق، لأنه يوم تنزل فيه الرحمة وتُجاب فيه الدعوات وتُغفر فيه الذنوب.
وقد روي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن خير الدعاء دعاء يوم عرفة، مما يدل على عظم فضل هذا اليوم وشدة ارتباطه بتحقيق القرب من الله. الدعاء فيه لا يقتصر على طلب الحاجات الدنيوية فقط، بل يمتد ليشمل طلب المغفرة، وطلب التوفيق، والاستزادة من الإيمان، وصلاح الحال في الدنيا والآخرة.
من جوانب تميز هذا اليوم أن السماء تفتح أبوابها لقبول التوبة، وتتنزل الملائكة مبشرة لعباد الله. ومما يزيد من أهمية الدعاء أن الله عز وجل يباهي بأهل الموقف أهل السماء فيقول: “انظروا إلى عبادي جاءوني شعثاً غبراً”.
الدعاء في عرفة يُعَدّ فرصة ذهبية لتجديد العهد مع الله، وهو لحظة يتحقق فيها الانكسار الحقيقي بين يديه، بعيداً عن مظاهر التكلف والتصنع. لذلك، ينبغي لمن حضر هذا اليوم أن يخلص قلبه ويبتعد عن الغفلة، مستحضراً معاني الخشوع وصدق النية، طامعاً في رحمة الله الواسعة.
إقرأ أيضا:طبقة تقوم بعكس أمواج الراديو AM و إبقائها داخل الغلاف الجوي (1 نقطة) الترويوسفير الأكسوسفير الثيرموسفير الأيونوسفير؟كذلك الدعاء في عرفة يحمل طابع الشمول، فلا يقتصر العبد على الدعاء لنفسه فقط، بل يوسع دعاءه ليشمل الوالدين، والأقارب، والمسلمين أجمعين، راجياً لهم الخير والبركة والهداية. ومن الأفضل أن يكون الدعاء مرتكزاً على الأدعية المأثورة مثل طلب الجنة والاستعاذة من النار.
إن استحضار عظمة هذا اليوم وشدة احتياج الإنسان لرحمة الله، يجعل الدعاء نابضاً بالإخلاص، محاطاً بأمل لا ينقطع. لهذا يُعَدّ يوم عرفة موعداً سنوياً للتوبة الصادقة والتوجه العميق نحو الله.
إقرأ أيضا:الفجوة العصارية في الخلية النباتية: لماذا هي كبيرة وما دورها الحيويفكل من وقف على عرفة أو شارك بالدعاء في هذا اليوم، يعيش لحظة لا تتكرر، تجمع بين الإيمان، وحرارة الرجاء، وصدق الطلب. ومن هنا نفهم أن الإجابة الصحيحة لهذا السؤال هي الدعاء، باعتباره العمل الأسمى والأحب إلى الله في هذا اليوم العظيم.