أقسام المقالة
إجابة سؤال: الذنوب التي يُكفرها الوضوء والصلوات الخمس والجمعة هي صغائر الذنوب
الجواب: صواب
شرح الإجابة :
أبدأ بالتفرقة الواضحة قبل الشرح في الفقه الإسلامي والحديث النبوي هناك تمييز بين نوعين من الذنوب؛ الذنوب الصغرى والذنوب الكبيرة. ولكي نفهم العبارة بدقة، نسأل: ماذا يعني أن عبادة ما “تكفّر” ذنباً؟
الجواب البسيط: يقصد بها إزالة أثر الذنب في نفس العبد ورفع درجته عند الله، شرط أن تُؤدي العبادة بخشوع وصدق النية، ومع مراعاة الأدلة الشرعية.
فمن الدليل النبوي الذي يدلّ على هذا المعنى حديث رسول الله ﷺ عن الوضوء، أن أحد الصحابة سمع النبي يقول إن الوضوء يذهب الذنوب كما يذهب الماء إلى الأرض. هذا يدلّ على أن الوضوء له أثر تطهير روحي من الذنوب الصغيرة، خصوصاً إذا كان الوضوء مقترناً بالاستحضار والندم.
وبالمثل، الصلوات الخمس المتتابعة التي يؤديها المؤمن بخشوع ووِقاية تَطفئ ذنوب اليوم والليلة بينهما، كما يذكر العلماء استناداً إلى نصوص صحيحة. أما صلاة الجمعة فلها فضل مخصوص في بيان التجمع والذكر، وتُعتَبر سبباً لمحو ذنوب بين الجمعة والأخرى عند من يتوب ويستشعر الخشوع.
مع ذلك، لا بد من التنبيه أن هذه الأعمال تكفّر الصغائر — مثل الغضب السريع، أو كلمة طائشة، أو نسيان — لا تغطي الذنوب التي تُعدّ كبائر كالزنا، أو القتل، أو الشرك، دون توبة نصوحة وإصلاح وشرائط تكميلية. ولهذا السبب يشدد الفقهاء على عناصر التوبة الحقيقية عندما نتحدث عن الكبائر: الإقلاع عن الذنب، والندم، والعزم على عدم العودة، وإذا كان للإنسان حقوق للآخرين، فلابد من رد الحقوق وطلب العفو.
إقرأ أيضا:استنتج لماذا اطلق على جريجور مندل لقب مؤسس علم الوراثةولزيادة الوضوح نذكر أمثلة تطبيقية موجزة حيث يقترن الوضوء بمحو أثر كلمة سيئة تلفظت عن سهو. وبالمثل، إذا صلّى الشخص الظهر بخشوع نابع من الندم؛ فإن هذه الصلاة تنقيه من ذنب صغير ارتكبه بين الظهر والعصر. أما من ارتكب كبيرة مثل إيذاء الناس أو السرقة، فمجرد الوضوء أو الصلوات لا يكفيان لرفع الحرج أمام الله ما لم تصحبه توبة عملية وإصلاح.
خلاصة تربوية: العبادة المنتظمة — التزام بالصلوات، والوضوء بخشوع، وحضور الجمعة — لها أثر تطهيري حقيقي على نفس المسلم وتخفيض لوزن الذنوب الصغيرة، لكنها ليست بديلاً عن التوبة الصادقة عند ارتكاب الكبائر. لذلك يجدر بك كقارئ شاب أن تميز بين نوعي الذنوب، وتفهم أن العبادة عادة وقاية وإصلاح، لا رخصة للاستمرار في الخطأ.
وأخيراً، أكرر السؤال لتثبيت الجواب:
هل العبارة “الذنوب التي يُكفّرها الوضوء والصلوات الخمس والجمعة هي صغائر الذنوب” صواب أم خطأ؟ الجواب: صواب — مع التوضيح أن ذلك يقتصر عادة على الذنوب الصغرى ويشترط فيها خلوّ العبادة من الرياء ومع تحقق شروط التوبة للذنوب الكبيرة.