حل سؤال: المستثنى: اسم أسند إليه الحكم، ويقع قبل (إلا) ويجوز حذفه. صواب خطأ
اجابة السؤال هي: خطأ.
شرح الإجابة:
في الواقع، تعريف المستثنى في اللغة العربية يختلف بشكل جوهري عن التعريف المطروح في السؤال. لكي نفهم المسألة بصورة أدق، دعنا نتناول عناصر الاستثناء ومكوناته الأساسية.
الاستثناء، في جوهره، هو إخراج شيء أو أكثر من حكم عام يشمله. وهذا يعني أن لدينا حكمًا يشمل مجموعة من الأشياء، ثم نأتي بأداة استثناء (مثل “إلا”) لنستثني بعض هذه الأشياء من هذا الحكم. لذلك، يتكون أسلوب الاستثناء من ثلاثة أركان رئيسية: المستثنى منه، وأداة الاستثناء، والمستثنى.
المستثنى منه هو الاسم الذي يقع عليه الحكم العام قبل الاستثناء. على سبيل المثال، في قولنا: “حضر الطلاب إلا طالبًا”، المستثنى منه هو “الطلاب”. لاحظ أن المستثنى منه هو الجزء الذي يشمله الحكم الأصلي. أما المستثنى، فهو الاسم الذي يقع بعد أداة الاستثناء ويخالف الحكم العام. ففي المثال السابق، “طالبًا” هو المستثنى، لأنه لم يحضر مع بقية الطلاب.
أداة الاستثناء هي الكلمة التي تفصل بين المستثنى منه والمستثنى، وتدل على أن ما بعدها (المستثنى) قد خرج عن حكم ما قبلها (المستثنى منه). أشهر أدوات الاستثناء هي “إلا”، ولكن هناك أدوات أخرى مثل “غير”، “سوى”، “عدا”، “خلا”، و”حاشا”.
بالنظر إلى ما سبق، نجد أن التعريف الوارد في السؤال غير دقيق. فالمستثنى ليس هو الاسم الذي أسند إليه الحكم، بل هو الاسم الذي *استثني* من الحكم العام. بمعنى آخر، هو الذي *لم* يسند إليه الحكم الذي أسند إلى المستثنى منه.
علاوة على ذلك، يقع المستثنى بعد أداة الاستثناء (مثل “إلا”) وليس قبلها. ففي المثال السابق، “طالبًا” (المستثنى) يقع بعد “إلا” وليس قبلها. صحيح أن المستثنى منه يقع قبل “إلا”، لكن المستثنى منه ليس هو المستثنى.
أما بالنسبة لجواز حذف المستثنى، فالأصل أن المستثنى لا يحذف، لأنه جزء أساسي من جملة الاستثناء. ولكن، في بعض الحالات النادرة، قد يحذف المستثنى إذا كان مفهومًا من السياق. وهذا الحذف ليس قاعدة عامة، بل هو استثناء على القاعدة.
لكي تتضح الصورة بشكل أكبر، تخيل أن لديك صندوقًا مليئًا بالتفاح. هذا الصندوق يمثل المستثنى منه (مجموعة التفاح). ثم قررت أن تأخذ تفاحة واحدة من الصندوق. هذه التفاحة التي أخذتها تمثل المستثنى (التفاحة المستثناة من المجموعة). أما الفعل الذي قمت به (الأخذ) فهو يمثل أداة الاستثناء (الفعل الذي يفصل التفاحة المستثناة عن باقي المجموعة).
إذن، المستثنى هو الجزء الذي استثنيته من المجموعة، وليس هو المجموعة نفسها. وبالمثل، في جملة الاستثناء، المستثنى هو الاسم الذي استثني من الحكم العام، وليس هو الاسم الذي أسند إليه الحكم.
لذا، يمكننا القول أن التعريف الصحيح للمستثنى هو: الاسم الذي يقع بعد أداة الاستثناء، ويخالف المستثنى منه في الحكم. وهو الجزء الذي تم إخراجه من الحكم العام الذي يشمل المستثنى منه.
بالتالي، فإن الادعاء بأن المستثنى هو اسم أسند إليه الحكم ويقع قبل “إلا” ويجوز حذفه، هو ادعاء خاطئ. فالأصل في المستثنى أنه اسم استثني من الحكم، ويقع بعد أداة الاستثناء، ولا يجوز حذفه إلا في حالات نادرة جداً إذا دل عليه سياق الكلام.
دعنا الآن نورد بعض الأمثلة الإضافية لتوضيح مفهوم الاستثناء وأركانه:
* “قرأت الكتب إلا كتابًا”: المستثنى منه هو “الكتب”، وأداة الاستثناء هي “إلا”، والمستثنى هو “كتابًا”.
* “سافر الأصدقاء غير محمد”: المستثنى منه هو “الأصدقاء”، وأداة الاستثناء هي “غير”، والمستثنى هو “محمد”.
* “نجح الطلاب عدا واحدًا”: المستثنى منه هو “الطلاب”، وأداة الاستثناء هي “عدا”، والمستثنى هو “واحدًا”.
في كل هذه الأمثلة، نلاحظ أن المستثنى هو الاسم الذي خالف الحكم العام الذي يشمل المستثنى منه، ويقع بعد أداة الاستثناء.
وختامًا، نؤكد أن فهم أركان الاستثناء (المستثنى منه، أداة الاستثناء، والمستثنى) وتعريف كل منها بدقة هو المفتاح للإجابة الصحيحة على مثل هذه الأسئلة. والتعريف الوارد في السؤال يتنافى مع التعريف اللغوي الصحيح للمستثنى، مما يجعل الإجابة “خطأ”.