من المواضيع المثيرة للجدل في مجال حقوق الإنسان هو انتهاكات الاستعمار لحقوق الإنسان من خلال الرجوع إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومن الجدير بالذكر أن هناك العديد من الانتهاكات التي ارتكبت خلال فترات الاستعمار، والتي تمثل خرقاً واضحاً للحقوق التي نص عليها الإعلان.
بعون الله تعالى سوف نتحدث في هذا المقال عن هذه الانتهاكات وكيف تعارضت مع مبادئ حقوق الإنسان، حتى يكون الموضوع مفهوماً وواضحاً للطلاب.
جدول المحتويات
مفهوم الإستعمار
الاستعمار¹ هو ظاهرة تهدف إلى سيطرة دولة قوية على دولة ضعيفة وبسط نفوذها من أجل استغلال خيراتها في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
يتضمن ذلك نهب ثروات البلاد المستعمَرة، وتدمير تراثها الحضاري والثقافي، وفرض ثقافة المستعمِر على أنها القادرة على نقل البلاد إلى “الحضارة”.
كما يشمل إخضاع جماعة من الناس لحكم أجنبي، ويسمى سكان البلاد بالمستعمَرين، وتكون الأراضي المستعمَرة مفصولة عن الدولة المستعمِرة جغرافيًا.
أهداف الاستعمار
- الأهداف السياسية: تحسين مركز الدولة الاستعمارية في التنافس الدولي والسيطرة على مناطق النفوذ. مثال على ذلك مؤتمر برلين 1884م الذي أتى بسبب التنافس على المناطق.
- الأهداف الاقتصادية: الحصول على المواد الخام مثل القطن من مصر والماس والذهب أيضا من جنوب أفريقيا لدعم الصناعات في أوروبا.
- الأهداف الثقافية: إعادة تشكيل المنظومة الثقافية لمجتمعات المستعمرات وربطها بالدولة المستعمِرة، مثل فرض اللغات الأوروبية كالإنجليزية والفرنسية والإسبانية في المستعمرات.
- الأهداف الدينية: إرسال بعثات تبشيرية تهدف إلى تنصير السكان، وكان لهذا النجاح في أفريقيا خصوصا.
- الأهداف السكانية: نقل الفائض السكاني إلى المستعمرات لتخفيف الضغط السكاني في الدول الأوروبية، مثل ما قامت به ألمانيا وإيطاليا واليابان.
ما هو الاعلان العالمي لحقوق الانسان
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان² هو وثيقة مهمة تمثل حجر الأساس في حماية الحريات والحقوق الأساسية للبشرية. أُصدر الإعلان في 10 ديسمبر 1948 بعد أحداث الحرب العالمية الثانية، التي أظهرت للعالم ضرورة وجود ميثاق عالمي يحمي حقوق كل فرد، دون تمييز بناءً على الجنس أو الدين أو اللون أو غيرها من العوامل. جاء هذا الإعلان استجابةً لما وصفته الأمم المتحدة بـ “الأفعال الهمجية” التي ارتُكبت خلال الحرب، مما دفع المجتمع الدولي إلى تبني هذا الإعلان لتعزيز السلام والعدالة والكرامة.
إقرأ أيضا:يعتمد الزخم على كل من كتلة الجسم وقصورهيتألف الإعلان من 30 مادة تشمل حقوقًا متنوعة مثل الحق في الحياة، الحرية، الأمان الشخصي، التعليم، والعمل، وعدم التمييز. هذه الحقوق غير قابلة للتصرف ولا يمكن لأحد انتزاعها من أي شخص. يتميز الإعلان بأنه شامل ويمثل إرثًا حيًا لا يزال يشكل الأساس للقوانين الدولية المعنية بحقوق الإنسان.
يهدف الإعلان العالمي لحقوق الإنسان إلى
- تحقيق المساواة والعدالة بين البشر في جميع أنحاء العالم. فهو يؤكد على أن جميع الناس يولدون أحرارًا ومتساوين في الكرامة والحقوق. من بين الأهداف الرئيسية:
- حماية الحقوق المدنية والسياسية: يتضمن ذلك الحق في الحياة، الحرية، والحق في حرية التعبير.
- ضمان الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: مثل الحق في التعليم، الصحة، والعمل، والعيش الكريم.
- تعزيز المساواة وعدم التمييز: الإعلان يدعو إلى عدم التمييز على أساس العرق، الدين، الجنس، أو الوضع الاجتماعي.
انتهاكات الاستعمار لحقوق الانسان من خلال الرجوع الى الاعلان العالمي لحقوق الانسان
انتهاكات الاستعمار لحقوق الإنسان عديدة وتمثل جزءًا من تاريخ طويل من التجاوزات التي مارستها الدول الاستعمارية ضد الشعوب الخاضعة لسيطرتها.
الإعلان العالمي الذي اعتمدته الأمم المتحدة عام 1948 يحدد معايير دولية تهدف إلى حماية الكرامة الإنسانية والحقوق الأساسية. ومع ذلك، شهدت فترة الاستعمار العديد من الانتهاكات لهذه المبادئ.
إقرأ أيضا:عن طريق تبويب حركات يمكن إضافة تأثير انتقال على الشريحةأبرز الانتهاكات التي تم ممارستها في ظل الاستعمار
- الحق في تقرير المصير: تنص المادة الأولى على حق الشعوب في اتخاذ قراراتها السياسية بحرية. الاحتلال الاستعماري قام بفرض هيمنته دون موافقة المجتمعات المحلية، مما يتناقض مع هذا الحق.
- الحق في الحياة والحرية (المادة 3): الاستعمار كان مصحوبًا بالعنف والقمع الذي أدى إلى مقتل وتشريد العديد من الأفراد، مما يخالف الحق في الحياة والأمان الشخصي.
- منع الاستعباد (المادة 4): الاستعمار كان متورطًا بشكل مباشر في استرقاق الأفراد، مثل تجارة العبيد التي شهدتها مناطق عديدة خلال فترات السيطرة الاستعمارية.
- التعذيب والمعاملة المهينة (المادة 5): تعرض العديد من السكان الأصليين لأساليب قمع وحشية بهدف إخماد أي محاولات للمقاومة، مما يعد انتهاكًا صريحًا للمبادئ الإنسانية.
- التمييز العنصري (المادة 7): أنظمة الحكم الاستعماري قامت على أساس التفرقة العنصرية، حيث كانت القوانين والامتيازات موجهة لصالح المستعمرين على حساب السكان المحليين.
- الاستيلاء على الممتلكات (المادة 17): تم سلب الأراضي والموارد من أصحابها لصالح القوى المسيطرة، مما يعد خرقًا لحق الأفراد في امتلاك ممتلكاتهم.
- الحق في التعليم والثقافة (المادة 26 و27): حُرم الكثيرون من فرص التعليم والتعبير الثقافي، حيث فرضت القوى الاستعمارية لغاتها وثقافاتها على الشعوب المحتلة.