حل سؤال: تتناقص الكتل الحيوية كلما انتقلنا إلى أعلى في الهرم البيئي
- إجابة سريعة: صواب، كلما انتقلنا إلى أعلى في الهرم البيئي تتناقص الكتل الحيوية.
تناقص الكتل الحيوية مع الارتفاع في الهرم البيئي ظاهرة تشير إلى كيفية انتقال الطاقة والمواد في مختلف المستويات الغذائية في النظام البيئي.
يعتبر رايموند ليندمان (Raymond L. Lindeman) من العلماء البارزين الذين وضعوا الأسس لفهم هذه الظاهرة، وذلك من خلال دراسته الشهيرة “الجانب الغذائي والديناميكي للبيئة” “The Trophic-Dynamic Aspect of Ecology” التي نشرها عام 1942.
شرح فيها من ناحية علمية كيف تتوزع وتتناقص الكتل الحيوية والطاقة من خلال المستويات الغذائية المختلفة في الهرم البيئي، وكيف الطاقة تتناقص تدريجيا عبر مستويات السلسلة الغذائية، مما يؤدي إلى تناقص الكتلة الحيوية كلما انتقلنا من المنتجين في القاعدة (مثل النباتات)، ثم تنتقل الطاقة عبر المستهلكين الأوليين (العاشبون)، ثم المستهلكين الثانويين (المفترسون الصغار)، وصولا إلى المستهلكين الكبار (مثل الحيوانات المفترسة الكبيرة) في القمة.
يتم فقدان الطاقة في كل مستوى غذائي (حوالي 90% من الطاقة تفقد على شكل حرارة أو تستخدم في عمليات الحياة مثل التنفس والحركة)، مما يؤدي إلى أن الكتلة الحيوية في المستويات العليا تكون أقل بكثير من تلك في القاعدة.
تاريخيا كانت دراسة ليندمان بمثابة النقطة الفاصلة لفهم كيفية انتقال الطاقة خلال الهرم البيئي. إذ أظهر أن الكتلة الحيوية والطاقة تتناقص من القاعدة (المنتجون) إلى القمة (المستهلكون).
إقرأ أيضا:من أسباب تعرض الحيوانات للانقراضفي الخمسينيات إلى السبعينيات من القرن العشرين، ساهم علماء آخرون مثل إيجين أودوم (Eugene Odum) في توسيع هذه الفكرة، حيث درسوا بشكل أوسع دور تدفق الطاقة والمواد في النظم البيئية وعمق تأثير هذا التناقص على العلاقات الغذائية بين الكائنات.
الهرم البيئي يظهر كيف تتوزع الكتلة الحيوية عبر بيئات مختلفة مثل الغابات الاستوائية والمحيطات والصحاري. ففي الغابات الاستوائية تكون الكتل الحيوية في مستوى المنتجين ضخمة جدا مقارنة بالمستهلكين العاشبين أو المفترسين.
وفي المحيطات ينتقل تدفق الطاقة من العوالق النباتية إلى الأسماك الصغيرة، ثم إلى الأسماك الكبيرة والحيوانات المفترسة البحرية. بينما في الصحاري حيث البيئة القاسية تقلل من الإنتاجية، تكون الكتل الحيوية أقل بكثير مقارنة بالغابات والمحيطات.
إقرأ أيضا:تصف نظرية الحركة الجزيئية سلوك المادة بالاعتماد علىالعديد من الدراسات العلمية قدمت مزيدا من التوضيح ودعمت فكرة تناقص الكتل الحيوية كلما انتقلنا إلى أعلى في الهرم البيئي، مثل دراسة إيجين أودوم في كتابه “أساسيات علم البيئة” (Fundamentals of Ecology) الذي نشره عام 1971.