في الأردن أثار إدراج الفنانة اللبنانية سميرة توفيق (Samira Tawfik) في المناهج الدراسية جدلاً واسعاً بين الأوساط التعليمية والاجتماعية.
تتصدر النقاشات التساؤلات حول ما إذا كان هذا القرار يعكس التراث الثقافي الغني للمنطقة أم يعزز أبعاداً ثقافية معينة على حساب أخرى. تتناول هذه المقالة الخلفية الكاملة لهذه القضية، بما في ذلك دور المركز الوطني لتطوير المناهج وتفاعل المجتمع معها.
جدول المحتويات
سميرة توفيق ويكيبيديا
سميرة توفيق¹ مغنية لبنانية ولدت في 25 ديسمبر 1935، أصبحت واحدة من أبرز الأسماء في عالم الأغاني البدوية. عرفت بصوتها القوي وأدائها المميز، حيث قدمت أغاني باللهجة البدوية التي لاقت رواجًا واسعًا في العالم العربي.
كانت أغنيتها “حسنك يا زين” بالتعاون مع الفنان الأردني توفيق النمري هي بداية شهرتها الواسعة. غنت عبر إذاعات الأردن ولبنان، وتميزت بتعاونها مع ملحنين وشعراء بارزين مثل عفيف رضوان وفيلمون وهبي وإيلي شويري. ساهمت في إثراء المكتبة الموسيقية البدوية وساهمت في رفع مكانة هذا اللون الفني على الساحة العربية.
بعيدا عن حياتها الفنية، عاشت سميرة توفيق حياة هادئة بعيدًا عن الأضواء. تزوجت مرة واحدة من رجل أعمال لبناني واستقرت معه في السويد. رغم ابتعادها عن الساحة الفنية ما زالت تعتبر رمزاً للأغنية البدوية، والتي نقلتها من المحلية إلى العالمية.
تعرضت لعدة مشكلات صحية، أبرزها حادثة سقوطها أثناء تصوير فيلم “بدوية في باريس”، ما أثر على صحتها لسنوات، لكنها ظلت رمزًا للصمود والتفاني في عالم الفن.
إقرأ أيضا:معلومات عن الشاعر محمود سليم الحوتما هي قصة سميرة توفيق في المناهج الأردنية
سميرة توفيق دخلت إلى المناهج الأردنية من خلال مادة التربية الفنية للصف الرابع. الهدف الرئيسي من هذا الإجراء، بحسب الجهات المسؤولة، هو تعزيز المعرفة بالفن العربي التراثي وتعليم الطلاب القيم الثقافية التي تعكسها هذه الأعمال الفنية.
بدأ الجدل حول إدراجها في المناهج الأردنية في بداية العام الدراسي الحالي. عندما تم الإعلان عن إضافتها إلى مادة التربية الفنية للصفوف من الأول وحتى الخامس.
كان النقاش حول هذه الخطوة يدور في البداية بشكل محدود بين المعلمين، قبل أن ينتشر بسرعة ليصل إلى وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي.
وفقاً لتصريحات رئيسة المركز الوطني السابقة شيرين حامد، يعكف المركز الوطني لتطوير المناهج على تطوير كتاب جديد يشمل التربية الفنية والموسيقية والمسرحية، بحيث يتم تدريس أعمال فنانين مثل سميرة توفيق، وتم اتخاذ القرار بناءً على دراسة أشرف عليها خبراء في المجال الفني والتربوي.
وصرحت شيرين حامد “سميرة توفيق تمثل نموذجاً لفنانة نجحت في المزج بين الأصالة والتجديد في الغناء الشعبي، ما جعلها تستحق أن تكون جزءاً من المناهج الوطنية”.
وأوعزت أن الهدف من إدراج الفنانة في المنهاج الوطني هو تعليم الأطفال القيم الثقافية والفنية التي تعكسها أعمالها وتعزيز ارتباط الطلاب بالتراث العربي والموسيقى الشعبية، مما يسهم في تعزيز الحس الفني لديهم ويعطيهم فرصة لفهم التراث بشكل أعمق.
إقرأ أيضا:من هو قائد قوات الرضوان ابراهيم عقيل القيادي في حزب الله ويكيبيديالماذا تم اختيارها لتكون جزءاً من المنهاج الوطني
اختيار سميرة توفيق كان نتيجة لإنجازاتها الفنية الكبيرة اشتهرت الفنانة بالغناء باللهجة البدوية، ما جعلها شخصية بارزة في عالم الفن العربي.
قدَّمت العديد من الأغاني التي نالت شهرة كبيرة مثل “حسنك يا زين” و”أسمر خفيف الروح”، وساهمت في تقديم صورة للمرأة العربية القوية والمستقلة.
إضافةً إلى ذلك عملت سميرة مع كبار الفنانين والموسيقيين من لبنان، سوريا، والأردن، ما جعلها تمثل جزءاً مهماً من تراث الغناء العربي.
قدمت سميرة توفيق العديد من الأغاني باللهجة البدوية فكانت رمزاً للتراث البدوي والصوت الريفي الذي يحاكي الطبيعة والصحراء، مما ساهم في تعزيز الروابط بين الثقافات العربية المختلفة.
كما شاركت في عدد من المسلسلات والأفلام، حيث عملت كممثلة ومغنية أمام كبار الفنانين مثل فريد الأطرش ووديع الصافي ما زاد من انتشارها في العالم العربي.
ما هي ردود الأفعال حول إدراج سميرة توفيق في منهاج التربية الفنية
تفاعل الطلاب مع إدراج سميرة توفيق في المنهاج كان متبايناً. بعض الطلاب أبدوا اهتماماً واستمتعوا بالتعرف على التراث الفني العربي، خاصةً تلك الأغاني التي تمثل جزءاً من ذاكرة الأجيال السابقة.
بينما البعض الآخر، خاصةً من الأجيال الأصغر سناً، قد يكون لديهم صعوبة في الربط بين هذه الأعمال الفنية القديمة والعالم الحديث.
إقرأ أيضا:شيرين سيف النصر ويكيبيديا – السيرة الذاتية وسبب وفاة الفنانةكذلك أبدى عدد من المعلمين ترحيبهم بهذه الخطوة، معتبرين أنها تضيف بُعداً ثقافياً إلى المادة الدراسية، بينما رأى آخرون أن تدريس شخصية مثل سميرة توفيق قد لا يتناسب مع التغيرات السريعة في المناهج التعليمية الحديثة. على الرغم من هذا، يظل النقاش مستمراً حول كيفية تقديم هذه المادة بطريقة تجعلها مشوقة ومفيدة للطلاب.
المجتمع الأردني أيضاً كان له ردود فعل متنوعة بعض الأهل اعتبروا أن إدراج إسمها يعكس الجذور الثقافية للمنطقة ويعزز ارتباط الطلاب بالتراث العربي. في المقابل انتقد آخرون القرار بحجة أن المناهج يجب أن تركز على الشخصيات التاريخية والعلمية أكثر من الشخصيات الفنية.