شركة بيكسار التابعة لديزني قدمت في السنوات الأخيرة بعض من أفضل أفلامها، مع فيلم “سول” الذي صدر في نهاية عام 2020 والذي يعتبر من أفضل أفلام عام 2020 بالنسبة لي.
ومع ذلك، لا يزال الجزء الأول من فيلم “Inside Out” هو الأفضل بالنسبة لي من بين أفلام بيكسار. كان هناك قلق كبير لدي عند سماع خبر إصدار الجزء الثاني، خوفا من أن تلوث شركة ديزني الجديدة القصة بأفكارها الحديثة.
ولكن، للحمد لله، كان الفيلم بعيدا كل البعد عن هذه المخاوف وقدم مشاعر جديدة تكمل الرحلة التي عشناها مع الطفلة رايلي في الجزء الأول.
جدول المحتويات
تحليل فيلم Inside Out 2
في الجزء الأول، تعرفنا على المشاعر الأساسية التي تحكم شخصية رايلي. أما في الجزء الثاني، فقد تم تقديم مشاعر جديدة تتناسب مع مرحلة البلوغ التي وصلت إليها رايلي، مثل القلق، الإحراج، الطفش والحسد. هذه المشاعر الجديدة تعكس التحول والتطور الذي يحدث في المشاعر الإنسانية مع النضج والتقدم في العمر.
تصوير المشاعر بطريقة مبتكرة
إن تصوير هذه المشاعر بشكل كرتوني مضحك ومثير في نفس الوقت هو ما يميز هذا الفيلم. فالمخرجون نجحوا في إيصال رسالة أن بعض المشاعر السلبية، مثل القلق والحزن، يمكن أن تكون مفيدة لنا إذا تعاملنا معها بشكل صحيح.
إقرأ أيضا:قصة فيلم life as we know it ويكيبيدياكما أن توقيت إدخال هذه المشاعر الجديدة على شخصية رايلي في مرحلة البلوغ كان موفقًا للغاية، مما ساعد في فهم أطفالنا وأنفسنا أكثر.
التركيز على الشخصيات الجديدة
على الرغم من أن الفيلم كان امتدادًا طبيعيًا للجزء الأول، إلا أنني شعرت أن المخرجين لم يعطوا المساحة الكافية لبعض الشخصيات القديمة. كما أن بعض الشخصيات الجديدة لم تتم معالجتها بالشكل الكافي. على سبيل المثال، كنت أتمنى لو تم التعمق أكثر في موضوع الحسد وتأثيراته النفسية والاجتماعية.
الجوانب الفنية المميزة
من الناحية الفنية، فإن إعادة النظر في عالم الذهن البشري الذي عشناه في الجزء الأول كانت رائعة. فتصوير الدماغ كشاشة تحكم متطورة كان مبتكرًا، كما أعجبني كيفية تصوير تكوين الشخصية من خلال النسخ المتعددة. وكان من أبرز المشاهد المؤثرة في الفيلم تلك التي صورت نوبة الهلع والفزع التي مرت بها رايلي.
فيلم قيم للمناقشة مع الأطفال
بشكل عام، يُعتبر هذا الفيلم امتدادًا مميزًا لقصة الجزء الأول، ويمكن اعتباره من أجمل الأفلام التي يمكن مشاهدتها مع الأطفال. كما أنه يوفر فرصة رائعة للنقاش والتعلم حول موضوع المشاعر والذكاء العاطفي.
جمهور الألف: التحكم في العواطف والتقبل الذاتي
هذه الفقرة موجهة خصيصا لجمهور الألف، وهم أولئك الذين يشعرون بأن شخصية الفيلم تمثلهم تماما. فكثيرا ما كنت أنا واحدا منهم، شخص متقلب المزاج ودائم العصبية والانفجار العاطفي. وقد أثر هذا بشكل كبير على حياتي العائلية والمهنية والاجتماعية.
إقرأ أيضا:قصة فيلم Edge of Tomorrow بالتفصيل ويكيبيدياولكن الحقيقة هي أن الشخص العصبي نادرا ما يتغير، فالتحكم في هذه العصبية هو المفتاح. وهذا الفيلم، بالإضافة إلى بعض الكتب التي قرأتها، ساعدني على فهم هذه المشاعر والتعامل معها بشكل أفضل.
إقرأ أيضا:قصة فيلم Don’t Move بالتفصيل – ويكيبيديافالخطوات الأربع للذكاء العاطفي – الوعي الذاتي، التنظيم الذاتي، التعاطف، والمهارات الاجتماعية – هي المفتاح لتحقيق هذا التحكم. وقد ساعدني هذا الفيلم على المرور بهذه الخطوات بطريقة سهلة وممتعة.
لذلك، أنصح جميع أفراد جمهور الألف بمشاهدة هذا الفيلم والتعمق في موضوع الذكاء العاطفي. فالتقبل الذاتي والتعامل الإيجابي مع مشاعرنا هو السبيل الأمثل للتطور والنمو الشخصي.